تظاهر عشرات الآلاف في مدينة ميونخ جنوب ألمانيا وفي مدن ألمانية عدة ضد اليمين المتطرف، قبل أسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية.
واحتشد السبت نحو 250 ألف شخص وفق الشرطة، في وسط ميونخ، في حين قال المنظمون إن العدد تخطى 320 ألفا.
وبدأت الاحتجاجات الأسبوع الماضي بعد أن تقارب فريدريش ميرتس، مرشح حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي لمنصب المستشار، وهو الأوفر حظا في استطلاعات الرأي، مع حزب البديل من أجل ألمانيا لتمرير اقتراح غير ملزم في البرلمان يدعو إلى منع دخول جميع الأجانب غير المسجلين إلى البلاد.
وترفض الأحزاب التقليدية حتى تلك اللحظة أي تعاون على المستوى الوطني مع اليمين المتطرف، تحت شعار إقامة “جدار حماية” ضد التشكيلات القومية والمعادية للمهاجرين.
لكن المحافظين أكدوا خلال اجتماع في البرلمان الاثنين أنهم يستبعدون تشكيل حكومة مع حزب البديل من أجل ألمانيا الذي يحتل المرتبة الثانية في استطلاعات الرأي.
وفي نورمبيرغ، بشمال بافاريا، قال ميرتس خلال مؤتمر لحزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي، حليف حزبه الاتحاد الديمقراطي المسيحي “أكون خائنا لروحية الاتحاد الديمقراطي المسيحي إذا انخرطت ولو بحد أدنى من التعاون مع البديل من أجل ألمانيا”، وتابع “من يريد حقا تغييرا في ألمانيا يجب ألا يصوت للبديل من أجل ألمانيا”.
من جهته، قال رئيس حزب الاتحاد الاجتماعي المسيحي ماركوس سودر “نحن جدار الحماية ضد حزب البديل من أجل ألمانيا”.
لكن هذه التصريحات لم تهدئ الاحتجاجات في ميونخ.
استطلاعات
وكانت حركة “الجدات ضد اليمين المتطرف” التي تأسست عام 2018 بتأثير من مبادرة مماثلة في النمسا، دعت إلى تظاهرات السبت في العديد من المدن الألمانية، من بينها هانوفر (شمال) حيث تظاهر 24 ألف شخص، وفي بريمن (شمال) تظاهر 35 ألفا.
لكن يبدو أن التعبئة في المدن الألمانية كما التقارب الوجيز بين المحافظين و”البديل من أجل ألمانيا” لم يحدثا فارقا كبيرا في استطلاعات الرأي.
ووفق أحدث الاستطلاعات، ما زال المحافظون في الصدارة مع نحو 30% من نية التصويت، كما أن معاهد تفيد بتقدّمهم نقطة واحدة، في حين يحل خلفهم البديل من أجل ألمانيا، بينما تقاربت نية التصويت لكل من الاشتراكيين الديمقراطيين والخضر 15%.
ويعد ملف الهجرة في صلب الحملة الانتخابية بعد أعمال عنف عدة ضلع فيها أجانب، بما فيها عملية طعن أوقعت قتيلين في يناير/كانون الثاني في أشافنبورغ، نسبت إلى أفغاني مقيم بصورة غير نظامية.