في مشهد أشبه بالجحيم، كانت الليلة الماضية الاثنين واحدة من أكثر الليالي دموية وصعوبة على قطاع غزة، بفعل تصاعد وتيرة القصف والغارات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، وكأن الاحتلال يسعى لتحقيق أقصى قدر من الدمار وسفك الدماء قبل اتفاق وشيك لوقف إطلاق النار في غزة.

وأكدت مصادر متعددة تحقيق تقدم كبير في المفاوضات التي تستضيفها الدوحة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل، مما عزز فرص الإعلان عن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى والمحتجزين خلال الساعات المقبلة.

وذكرت رويترز أن المشاركين في مفاوضات الدوحة من المقرر أن يجتمعوا اليوم الثلاثاء لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق، ونقلت عن مسؤول مطلع على المفاوضات أن الوسطاء سلموا حماس وإسرائيل مسودة نهائية للاتفاق.

وشارك نشطاء عبر منصات التواصل الاجتماعي مجموعة من الفيديوهات والصور التي تُظهر حجم المجازر الإسرائيلية التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة خلال الساعات الماضية، كان أحدثها استهداف مربع سكني في شارع الجلاء وسط مدينة غزة شمالي القطاع، مما أسفر عن 8 شهداء و30 مصابا.

في حين، قالت مصادر طبية للجزيرة إن 70 فلسطينيا استشهدوا في غارات إسرائيلية متفرقة على قطاع غزة منذ فجر الاثنين، منهم 12 شهيدا في غارات فجر اليوم الثلاثاء.

وشبّه الناشطون الفلسطينيون ما يحدث بأنه مع قرب الإعلان عن هدنة في غزة يتكرر ما جرى في الحروب السابقة، حيث يُفتح باب الجحيم، ويحاول الاحتلال الإسرائيلي قتل أكبر عدد ممكن قبل أن تنتهي الحرب.

وتعليقا على ذلك، قال الإعلامي والكاتب السياسي الفلسطيني إن المجرمين القتلة ينتقمون من كل شيء في غزة، ويقصفون بجنون كل مكان من شمال القطاع إلى جنوبه، مخلفين أعدادا كبيرة من المصابين والشهداء.

وأكد الناشط تامر عبر منصة “إكس” أن الليلة الماضية كانت من أصعب الليالي وأكثرها عنفا على قطاع غزة، وقال “كما في الحروب السابقة، عندما تقترب الهدنة يُفتح باب الجحيم، في الأيام التي قد تكون الأخيرة من هذه الحرب، حيث يحاول الاحتلال قتل أكبر عدد ممكن قبل إنهاء عملياته”.

أما الصحفي الفلسطيني عبد القادر صباح، فكتب “لا متسع في أقسام وغرف المستشفى الأهلي المعمداني لاستقبال المزيد من الجرحى، المصابون في ساحته على الأرض ينزفون ولا أطباء يستطيعون علاجهم”.

كما كتب الناشط أبو صلاح عبر منصة “إكس” “ليلة قاسية جدا، غزة تحترق، شهداء وجرحى، وقصف لا يهدأ. يُقتل في غزة من ناموا وهم ينتظرون خبر وقف إطلاق النار”.

وتساءل بعض المغردين “الليلة صعبة للغاية على قطاع غزة، متى ستتوقف حرب الإبادة الجماعية؟ ألم يحن الوقت بعد لبذل كل الجهود الممكنة لإيقاف هذه الحرب؟”.

وأضاف آخرون أن أحزمة نارية عنيفة تستهدف مدينة غزة، مع غارات متفرقة ومجازر متنوعة على كامل القطاع، في ظل انتشار الأخبار المتفائلة بشأن وقف إطلاق النار.

وأكد نشطاء أن الاحتلال الإسرائيلي يتوحش في الساعات الأخيرة التي تسبق نهاية كل جولة، ويحرق الأخضر واليابس، ويرتكب مجازر مروعة بحق المواطنين الأبرياء.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في غزة، خلفت أكثر من 156 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة.

شاركها.