نظمت روايات مصرية للجيب التابعة للمؤسسة العربية الحديثة، صالونها الثامن والذي جاء تحت عنوان “حكايات الكتاب الأول”، بالتعاون مع “اقرأ لي” بقنصلية، وسط حشد كبير من الحضور ما بين كتاب وناشرين وإعلاميين وقراء.

وانقسم الصالون لجلستين، ضمت الأولى الناشرين، مصطفى حمدي، محمد رشاد، هاني عبدالله، نيفين التهامي، وأدارت الجلسة الكاتبة نوال مصطفى.

ورحبت نوال مصطفى بالمتحدثين في الجلسة وحضور الصالون، وتابعت:” سنتناول حكايات الكتاب الأول من ناحية الناشرين والكتاب، والكتاب الأول مثل الحب الأول والدهشة الأولى، وله مشاعر حقيقية من ناحية الكاتب الذي يتعب في البحث عن دار نشر ليرى نتاج فكره، والحقيقة أن حكايات الكتاب الأول مهمة جدا وملهمة للقراء والمقبلين على النشر وكأنها أداة دافعة تقول لهم:” لا تيأسوا”.

وقال محمد رشاد رئيس اتحاد الناشرين العرب ومؤسس الدار المصرية اللبنانية: “عملي بالنشر جاء مصادفة، كنت في لبنان واضطررت للعمل هناك في النشر، والحقيقة اكتسبت خبرات كبيرة، وحين رجعت لمصر قمت بتأسيس دار الكتاب العربي، وفي عام 1985 أسست الدار المصرية اللبنانية، وأول كتاب نشرته هو “الخدمات الصوتية المكتبية” ونشرت أيضًا كتاب عبد التواب يوسف وحصلت به على جائزة”.

وتطرق رشاد للعلاقة بين الناشر والكاتب موضحا أنه من حق الدار التدخل في المتن بالتحرير وفي الغلاف والعنوان أيضًا، وتمنح الكاتب خبراتها، ولا بد للناشر من ان يكون مثقفا ولماحا وقادرا على اختيار العناوين التي تناسبه.

ثم تحدث مصطفى حمدي رئيس المؤسسة العربية الحديثة قائلا:” مسئولية النشر بالمؤسسة جاءتني من تلقاء نفسها، فبعد مشروع القرن ووفاة والدي حمدي مصطفى المؤسس عام 2011 أدار شقيقي وليد المؤسسة، ثم توليت إدارتها بعد استقالة شقيقي ما قبل جائحة كورونا.

وأكد: “بعد تولي المهمة وجدت أمامي عددًا من التحديات، وبعد تأسيس الجيل الثاني والثالث من المؤسسة، قررت التعدد في وسائل النشر من خلال النشر الالكتروني والمجالات الأخرى، فقدمنا سلسلة كارتون فلاش، وفي النهاية نحن ندين بالفضل لحمدي مصطفى وأقل ما يمكن أن نفعله في هذا الإرث هو أن نحافظ عليه.

وانتقل الحديث لهاني عبدالله مدير دار الرواق والذي أكد أنه عمل بائعا لفترة كبيرة منذ أن كان عمره 18 عامًا، وبدا شغفه بصناعة الكتاب، وحصل بعدها على دبلومة تسويق، وفي عام 2011 قرر انشاء دار الرواق.

وأضاف:” كان لدي حلم كبير في النشر، وأول كتاب نشرته كان للكاتبة شيرين هنائي والآن يعمل لدينا في الدار 18 موظف.

وانتقل الحديث للناشرة نيفين التهامي مدير دار كيان والتي قالت:” دخلت مجال النشر بالصدفة بعد أن كنت أعمل بالمحاماة، كنت صديقة لمحمد جميل صبري، وحدث أن دعاني لمعرض الكتاب، والحقيقة من وقتها وقعت في حب الكتاب والنشر.

وأضافت:” بدأت النشر في يناير 2012، وحبي للقراءة جعلني أثق في أنني سوف أقدم شيئا مختلفًا، وكان أول كتاب تحملت مسئولية نشره بالكامل هو رواية “في قلبي أنثى عبرية”.

بعدها بدأت وقائع الجلسة الثانية والتي ضمت الكتاب، خالد الصفتي، وأشرف العشماوي، وشيرين هنائي وسالي عادل، وادارتها الكاتبة نوال مصطفى.
وقال الكتاب خالد الصفتي إنه الوحيد الذي دخل المؤسسة العربية الحديثة بدون مسابقة حيث أن كل الكتاب الذين دخلوها كانوا عن طريق مسابقات، لكنه فوجئ بتواصل حمدي مصطفى معه وتأكيده على انه يريد نشر كتاب له، ومن هنا ظهرت سلسلة فلاش للنور..

وأضاف:” لم أسع لأن أكون مؤلفًا ولكن بفضل الله وفضل حمدي مصطفى ظهرت سلسلتي “فلاش” و”سماش” للوجود، وحققت نجاحات لم تحقق لأي كتاب في مصر، كان حمدي مصطفى والد لكل من يعمل معه، وخبر وفاته كان صعبا جدا..

فيما تحدث الروائي والمستشار أشرف العشماوي عن رحلته مع الكتاب الأول قائلا إنه كان يعمل بمكتب النائب العام وقتها، وحين انتهى من روايته الأول استمع لنصيحة من زميل له بعرضها على النائب العام، فاعترض على نشرها، فظل يكتب ولا ينشر، حتى أصبح رئيس نيابة.

وأضاف:” اجتمعت في ندوة مع انيس منصور وجلست بجواره، وانقطعت الكهرباء فحدثته عن روايتي فقال لي أرسلها إلى وكنت احمل معي نسخة في السيارة فقمت وأحضرتها ومنحتها له فطلب من سائقه أن يضعها في السيارة، وبعد 25 يوما وجدت اتصالا من مكتبه وتواصل معي أنيس منصور ليخبرني انني يجب ان أترك القضاء وأتفرغ للكتابة وأنني مشروع روائي قادم، وتواصل مع بعض الناشرين ليخبرهم بروايتي، وفعلا ذهبت وجلست مع بعضهم ولم أرتح لهم، حتى تواصل معي محمد رشاد وكان في ليبيا وقتها وقال لي:” إن لم تلتزم بكلمة مع أي ناشر فأنا أريد أن أنشر روايتك”، وجاء رشاد وبالفعل غير اسم الرواية لزمن الضباع ونشرت مع المصرية اللبنانية.

وتحدثت سالي عادل عن أزمتها مع الكتاب الأول حين تواصلت مع بعض دور النشر وتعاقدت بالفعل على كتب لها ولكن كانت التدور تغلق أبوابها، ثم تواصلت بعدها مع أحمد المقدم مدير عام المؤسسة العربية الحديثة ونشرت أعمالها في روايات مصرية للجيب.

بدورها تحدثت الكاتبة شيرين هنائي عن روايتها الأولى وكيف كانت لها تجارب قبلها ولكنها باءت بالفشل إلى أن تقابلت مع هاني عبدالله بواسطة صديقة لها وكان عبدالله بالكاد يخطط لدار الرواق حتى أصدرت روايتها الأولى وكانت اول رواية تصدرها الدار أيضًا.

وعقبت نوال مصطفى بان هذا الصالون شهد حراكًا كبيرًا يفيد القراء والناشرين وأنها سعيدة بالصالون الثقافي لروايات مصرية للجيب، فيما أكد محمد رشاد أنه أول صالون يلاحظ فيه أن الجميع يشكرون الناشرين، وهذا أمر لم يتوقعه ابدا، ولم يره في أي مكان، فيما تحدثت كاتبة تدعى وجيدة أبو زيد عن كتابها وكيف استغلها أحد الناشرين بأن طلب منها مبلغا من المال ولم يعرض عملها في معرض الكتاب ولم تجده في أي مكان.

واختتم الصالون فعالياته بأسئلة الحضور للكتاب والناشرين والذين أجابوا عنها في أمسية شهدت حراكا ثقافيا كبيرا”.

شاركها.