قال المسؤول السياسة الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن دول التكتل ملزمة بتنفيذ أمر المحكمة الجنائية الدولية بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه السابق يوآف غالانت.

وأضاف بوريل بعد ورشة عمل في نيقوسيا نظمها ما يعرف بـ”ائتلاف الدولتين لإسرائيل وفلسطين”، وهي منظمة ناشطة إسرائيلية فلسطينية، أن “الدول التي وقعت على اتفاقية روما ملزمة بتنفيذ قرار المحكمة، وهذا ليس أمرا اختياريا”.

وجاءت تصريحات بوريل ردا على سؤال من الصحفيين للتعليق على أمر القبض الصادر من المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كما شمل القرار محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).

وردا على سؤال بشأن تقرير يفيد بأن رئيس وزراء المجر فيكتور أوربان قد دعا نتنياهو لزيارة البلاد، قال بوريل “يجب على المجر أيضا تنفيذ أوامر القبض الصادرة عن المحكمة.. وعلى جميع دول الاتحاد الأوروبي (تنفيذ القرار). وإذا لم يفعلوا ذلك، فسوف تكون هناك قضية قانونية لعدم الوفاء بالالتزام القانوني”.

كما رفض بوريل الاتهامات من إسرائيل بأن أوامر القبض معادية للسامية، قائلا إن العبارة التي تشير إلى “أحلك فترات التاريخ” لا ينبغي استخدامها بخفة.

وأضاف “في كل مرة يختلف فيها شخص مع سياسة حكومة إسرائيلية معينة، يجري اتهامه بمعاداة السامية.. هذا غير مقبول”.

نتنياهو (يمين) وغالانت متهمان بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة (وكالات)

وتعرض بوريل خلال الفترة الماضية لهجوم حاد من تل أبيب بسبب انتقادات وجهها لنتنياهو وقادة إسرائيل على خلفية حربها المستمرة على قطاع غزة والجرائم التي ارتكبتها فيها.

ومثّل قرار الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت صفعة مؤلمة لإسرائيل، التي تعيش حالة من الصدمة بسبب ما يحمله القرار من اتهامات لجيشها بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وتبدي خشيتها من تداعياته ليشمل مزيدا من الشخصيات السياسية والعسكرية وملاحقة مئات الضباط والجنود.

وسارعت دول أوروبية مهمة وشخصيات أممية ومنظمات حقوقية إلى تبني قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرتي اعتقال دوليتين بحق نتنياهو وغالانت بتهم ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال حرب الإبادة على غزة.

وبدعم أميركي ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 148 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت العديد من الأطفال والمسنين خاصة، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.

وتواصل إسرائيل مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة.

شاركها.