الصراع حول الذكاء الاصطناعي
بدأت الخلافات بين ماسك وألتمان في 2018 عندما قرر ماسك مغادرة مجلس إدارة “OpenAI” بسبب ما وصفه بـ”اختلافات جوهرية في الرؤية”. ورغم ذلك، تصاعد التوتر في الأشهر الأخيرة مع تصاعد نفوذ OpenAI، خصوصاً بعد النجاح الكبير لتطبيقاتها مثل ChatGPT.
ماسك، الذي يعمل على تطوير نظام ذكاء اصطناعي منافس من خلال شركته الجديدة xAI، اتهم ألتمان بالاحتكار والافتقار إلى الشفافية في استخدام البيانات، مشيراً إلى أن “الذكاء الاصطناعي يجب أن يكون مفتوحاً ومتاحاً للجميع، لا أداة تخدم مصالح الشركات الكبرى فقط”.
رد ألتمان واتهام بالتشهير
في المقابل، رد ألتمان قائلاً إن ماسك يحاول تشويه صورة OpenAI لتحقيق مكاسب شخصية لشركته الوليدة. وفي تغريدة عبر حسابه الرسمي، قال ألتمان: “إيلون يهاجمنا لأنه لم يستطع التحكم بنا. نحن ملتزمون بتطوير ذكاء اصطناعي يخدم البشرية، وليس تضخيم egos”.
التداعيات القانونية لصراع ماسك وألتمان
تطور الصراع ليشمل تهديدات باتخاذ إجراءات قانونية، حيث ذكرت مصادر مقربة من ألتمان أن فريقه القانوني يدرس رفع دعوى قضائية ضد ماسك بتهمة التشهير، بينما أشارت تقارير إلى أن ماسك يخطط لمقاضاة OpenAI بتهمة “ممارسات احتكارية تضر بالمنافسة”.
انعكاسات على قطاع التكنولوجيا
الصراع بين ماسك وألتمان لا يقتصر على كونه خلافاً شخصياً، بل يعكس تنافساً أعمق بين رؤى مختلفة لمستقبل الذكاء الاصطناعي. ماسك يدعو إلى نهج مفتوح يعتمد على تقنيات غير مركزية، بينما يدافع ألتمان عن نموذج مركزي أكثر تنظيماً ومراقبة.
اقرأ أيضاً: مهمة ضد البيروقراطية.. ما دور إيلون ماسك في حكومة ترامب؟
يقول المحلل التقني ديفيد جونز: “هذا الصراع يشبه معارك التكنولوجيا الكبرى التي شهدناها في العقود الماضية، مثل ما حدث بين أبل ومايكروسوفت. النتيجة ستحدد ملامح الصناعة لعقود قادمة”.
ردود فعل المجتمع التقني
فيما عبّر العديد من الخبراء عن قلقهم من تأثير هذا الصراع على تطوير التكنولوجيا، أشار البعض إلى أن الخلاف قد يخلق فرصاً لابتكارات جديدة وتنوعاً في التطبيقات.
اقرأ أيضاً: “ألتمان” يعود لمنصبه.. تفاصيل تراجع شركة OpenAI عن إقالة قائدها
وقالت ماري كولنز، مديرة مؤسسة للتقنيات الناشئة: “إذا تمكن الطرفان من تجاوز الخلافات والتركيز على تطوير التكنولوجيا لخدمة الإنسان، سنشهد مستقبلاً أكثر إشراقاً”.
إلى أين يتجه الصراع بين ماسك وألتمان؟
مع استمرار تبادل الاتهامات، يترقب العالم خطوات الطرفين المقبلة، وسط توقعات بتصاعد المنافسة في قطاع الذكاء الاصطناعي. وبينما يأمل كثيرون أن تكون المنافسة محفزاً للابتكار، يرى البعض أنه قد يعرقل مسيرة “أوبن إيه آي”، المسؤلة عن تطبيق “تشات جي بي تي” خاصة مع تولي ماسك دوراً في حكومة الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في فترة ولايته الثانية.