في صباح هادئ بمركز جزيرة شندويل بمحافظة سوهاج، كان الطفل ممدوح يلهو أمام منزل أسرته، يركض ويضحك كعادته، سعيدًا بلعبه البسيط، غير مدرك للمخاطر التي قد تحيط به، كان الهواء العليل ينعش وجهه، بينما كانت والدته تراقب من نافذة المنزل، تخاف عليه من أي خطر قد يمر بجانبه.

وفي لحظة لا تُنسى، تغير كل شيء بينما كان الطفل يركض، فوجئ قائد سيارة النقل “طارق- 31 عامًا”، الذي كان يقود سيارته النقل بحذر في تلك المنطقة الضيقة، برؤية الطفل أمامه فجأة، حاول بكل جهده أن يوقف السيارة أو يتجنب الاصطدام، ولكن سرعان ما أدرك أنه لا مجال للمناورة، واصطدم بالطفل الذي كان قد ظهر أمامه دون أن يراه في البداية.

الصدمة كانت كبيرة بالنسبة للجميع في لحظات، انقضت حياة طفل بريء كانت تنتظره أحلام كبيرة في المستقبل. نقل الطفل ممدوح إلى المستشفى في حالة حرجة، ولكن الأقدار لم تكن في صفه، وبينما كانت العائلة تتجمع حول المستشفى، كان الألم يعتصر قلوبهم، وكل لحظة تمر كانت تؤكد أن الفقد كان حتميًا.

والده، الذي كان قد فقد الأمل في لحظات، تمسك بالذكريات الوحيدة التي تركها له ابنه الصغير ضحكاته، وابتسامته التي كانت تملأ المنزل بالسعادة، ووسط الحزن العميق، أصر والده على أن الحادث كان مجرد قضاء وقدر، وأنه لا يوجد ما يمكن فعله لإعادة الحياة إلى ممدوح.

وبعد توقيع الطبيب الشرعي على تقرير الوفاة، تبين أن الطفل قد فارق الحياة بسبب “هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية” نتيجة الاصطدام. ولم يكن الأمر يتعلق بشبهة جنائية، بل كان مجرد حادث مؤلم جلب الحزن لعائلة كانت تأمل في أن ترى طفلها يكبر، ويحقق أحلامه.

في النهاية، تركت الواقعة جرحًا عميقًا في قلب كل من عرف ممدوح. كان صغيرًا، ولكن ذكراه ستظل محفورة في ذاكرة والديه وأهله إلى الأبد.

تفاصيل الواقعة

وتعود تفاصيل الواقعة تلقى مركز شرطة جزيرة شندويل بلاغًا يفيد بوصول الطفل ممدوح ع خ ه سنتان ونصف إلى مستشفى جزيرة شندويل المركزي جثة هامدة إثر تعرضه لحادث سير أمام منزله، وأفاد والد الطفل المدعو “عادل خ ه ح” 58 عامًا عامل زراعي، أن نجله كان يلهو أمام المنزل عندما اصطدمت به سيارة “نقل” يقودها المدعو “طارق ع ف ا” 31 عامًا تاجر من ذات الناحية، مما أدى إلى وفاته.

وأكد السائق في أقواله أنه فوجئ بالطفل أمامه ولم يتمكن من مفاداته فصدمه بطريق الخطأ، نافيًا الشبهة الجنائية، تم ضبط السيارة وقائدها، وتبين من التحقيقات الأولية أن الحادث وقع نتيجة تصادم مفاجئ.

بتوقيع الكشف الطبي على الجثة بمعرفة مفتش الصحة، أفاد أن سبب الوفاة هو “هبوط حاد بالدورة الدموية والتنفسية” نتيجة الاصطدام بجسم صلب.

حرر المحضر اللازم بالواقعة وتولت النيابة العامة التحقيقات.

شاركها.