|

شن الطيران الحربي الإسرائيلي 9 غارات على الضاحية الجنوبية لبيروت في الساعات الأولى من فجر اليوم الأربعاء، بعد إنذارات إسرائيلية لأحياء بالإخلاء. يأتي ذلك بينما وسع حزب الله ضرباته الصاروخية في الساعات الماضية لتشمل 3 قواعد للجيش الإسرائيلي جنوب تل أبيب وشمال عكا وجنوب حيفا، كما أسفر القصف من لبنان على نهاريا الساحلية شمال إسرائيل عن مقتل شخصين.

وأفاد مراسل الجزيرة في بيروت أن بعض الغارات بعيد منتصف الليل استهدفت منطقة الليلكي وحارة حريك في الضاحية الجنوبية.

وأظهرت لقطات البث المباشر نارا ودخانا منبعثا من 3 مواقع مختلفة في الضاحية الجنوبية لبيروت على الأقل، أعقبت دويّ انفجارات.

وجاءت غارات الليلة بعد أن حذر المتحدّث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي عبر موقع “إكس” سكان 3 أحياء على الأقل في الضاحية الجنوبية لإخلائها، قائلا “أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت ومصالح تابعة لحزب الله حيث سيعمل ضدها الجيش الإسرائيلي على المدى الزمني القريب”.

ومنذ صباح أمس الثلاثاء شن الجيش الإسرائيلي واحدة من أعنف الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، وارتفعت أعمدة الدخان فوق بيروت مع وقوع نحو 12 غارة على الضاحية الجنوبية منذ ضحى الثلاثاء.

وقال الجيش الإسرائيلي بعد نشر تحذيرات للمدنيين على منصات التواصل الاجتماعي إنه قصف أهدافا تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت. وأضاف في وقت لاحق أنه دمر معظم مواقع إنتاج الصواريخ ومستودعات الأسلحة التابعة للجماعة اللبنانية.

ضحايا مدنيون

وقد أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مساء أمس الثلاثاء مقتل 32 شخصا بينهم 4 أطفال وإصابة 51 في غارات إسرائيلية على مختلف مناطق البلاد خلال اليوم. وأشارت إلى أن من بينهم 15 قتيلا بينهم 4 أطفال وإصابة 12 آخرين في غارة إسرائيلية على بلدة جون بجبل لبنان.

وفي تفاصيل الغارات الأخرى قالت وزارة الصحة اللبنانية إن 8 أشخاص قتلوا وأصيب 5 آخرون بجروح جراء الغارة الإسرائيلية على بلدة بعلشمية في جبل لبنان.

ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن مصدر أمني قوله إن الغارة استهدفت منزلا في منطقة عالية الجبلية البعيدة عن الحدود مع إسرائيل والتي نادرا ما تُستهدف، مشيرا إلى أن “المنزل يقطنه نازحون من بينهم عدد من النساء والأطفال”.

يأتي ذلك غداة غارة دامية في أقصى شمال لبنان على منزل تقطنه عائلة نازحة كذلك أودت بحياة 8 أشخاص، وفق وزارة الصحة.

وتشنّ إسرائيل بين حين وآخر غارات عنيفة على بلدات وقرى تقع خارج معاقل حزب الله، تستهدف سيارات أو أفرادا أو شققا سكنية بذريعة أنها تعود لأفراد في الحزب.

هجمات حزب الله

في غضون ذلك دوت صافرات الإنذار مجددا في وقت مبكر من فجر اليوم الأربعاء في نهاريا الساحلية تحسبا لتسلل طائرة مسيرة.

يأتي ذلك بعد مقتل شخصين في نهاريا الساحلية شمال إسرائيل، بعد سقوط صواريخ وشظايا صواريخ اعتراضية على المدينة أسفرت عن وقوع أضرار وحرائق في مبان ومواقع. وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن في بيان، أنه رصد إطلاق 10 صواريخ من لبنان باتجاه منطقة شمال ووسط إسرائيل، مضيفا أنه اعترض بعضها وأن أخرى سقطت في مناطق مفتوحة.

وأفاد مراسل الجزيرة بإطلاق صاروخين من جنوب لبنان باتجاه الجليل الغربي. من جهته، قال الجيش الإسرائيلي إنه رصد عددا من المسيرات في أجواء عكا، وإن مروحيات الجيش طاردتها، في حين قالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت في نهاريا وجنوبها بعد اختراق مسيرة الأجواء الاسرائيلية.

وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن صفارات الإنذار دوت في مدن حيفا وعكا ونهاريا وتل أبيب ومناطق الجليل الأعلى شمالا، جراء إطلاق صواريخ ومسيّرات من لبنان دفعت السكان إلى الاحتماء بالملاجئ. وقال الجيش الإسرائيلي إن عددا من “الأهداف الجوية المشبوهة” أُطلقت من لبنان.

بدوره، أعلن حزب الله أمس الثلاثاء أنه قصف بصواريخ نوعية، قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب ، كما قصف بالصواريخ قاعدة شراغا الإسرائيلية شمالي مدينة عكا، وللمرة الأولى قاعدة هحوتريم الجوية جنوب حيفا.

وسبق أن أعلن الحزب استهداف 3 مستوطنات في شمال إسرائيل بصواريخ، والتصدي لمسيرتين وإجبارهما على مغادرة الأجواء اللبنانية.

توسع بري إسرائيلي

كما حذر حزب الله من أن قرار إسرائيل الانتقال للمرحلة الثانية من المناورة البرية سيكون مصيره الخيبة وحصاده المزيد من الخسائر.

وأضاف أنه اتخذ كل الإجراءات لخوض معركة طويلة ومنع العدو من تحقيق أهدافه، وذلك دفاعا عن حرية وسيادة لبنان.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية، أمس الثلاثاء، بأن الجيش الإسرائيلي بدأ المرحلة الثانية من عملياته البرية في جنوب لبنان.

وقالت صحيفة معاريف إن هدف المرحلة الثانية من عملية الجيش الإسرائيلي في لبنان هو القضاء على القدرة الصاروخية لحزب الله، وأشارت إلى أن المرحلة الجديدة تهدف أيضا إلى الضغط على حزب الله بشأن مفاوضات التسوية في لبنان.

ونقلت معاريف عن الجيش الإسرائيلي أن كل عمليات إطلاق الصواريخ التي جاءت أخيرا من جنوب لبنان نُفذت من مناطق لم ينشط فيها.

بدورها، قالت هيئة البث الإسرائيلية إن الفرقة 36 التابعة للجيش بدأت تعميق العملية البرية باتجاه مناطق جديدة في خط القرى الثاني جنوبي لبنان.

وأنذر الجيش الإسرائيلي، الثلاثاء، سكان 14 قرية بجنوب لبنان بإخلاء منازلهم “فورا” تمهيدا لقصف سينفذه بتلك المناطق، دون تحديد سقف زمني لعودتهم إليها.

وبعد اشتباكات مع فصائل في لبنان، بينها حزب الله، بدأت عقب شن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 146 ألف فلسطيني، وسعت تل أبيب منذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي نطاق الإبادة لتشمل معظم مناطق لبنان بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت غزوا بريا في جنوبه.

وأسفر العدوان على لبنان إجمالا عن 3287 قتيلا و14 ألفا و222 جريحا، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو مليون و400 ألف نازح، وجرى تسجيل معظم الضحايا والنازحين بعد 23 سبتمبر/أيلول الماضي.

شاركها.