|

أكدت الولايات المتحدة على لسان أكثر من مسؤول أن ما يصل إلى 8 آلاف جندي كوري شمالي وصلوا إلى منطقة كورسك الروسية الحدودية، في حين اعتبرت روسيا التصريحات بأنها “مجرد ادعاءات”.

فقد قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الخميس، إن القوات الكورية الشمالية باتت جاهزة للقتال ضد القوات الأوكرانية في الأيام المقبلة.

ولفت بلينكن -في مؤتمر صحافي أعقب محادثات بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية- إلى أن روسيا تدرّب هذه القوات على “سلاح المدفعية والمسيرات والعمليات البرية الأساسية، بما في ذلك تمشيط الخنادق، ما يشير إلى أنها تعتزم استخدام هذه القوات في عمليات على الخطوط الأمامية”.

ووجه تحذيرا جاء فيه “إذا شاركت هذه القوات في عمليات قتالية أو دعم قتالي ضد أوكرانيا، فستصبح أهدافا عسكرية مشروعة”.

في السياق، قال روبرت وود نائب السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة لمجلس الأمن التابع للمنظمة الدولية، اليوم الخميس، إن الولايات المتحدة تلقت معلومات تشير إلى وجود 8 آلاف جندي من كوريا الشمالية “حاليا” في منطقة كورسك الروسية.

وأضاف وود “لدي سؤال وجيه جدا لزميلي الروسي: هل لا تزال روسيا تصر على عدم وجود قوات من جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في روسيا؟”.

ولم يرد ممثل روسيا لدى مجلس الأمن، المكون من 15 عضوا، على السؤال.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أكدت، الثلاثاء، أن “عددا صغيرا” من الجنود الكوريين الشماليين ينتشرون في منطقة كورسك الروسية عند الحدود مع أوكرانيا.

كما تحدث البيت الأبيض، الجمعة الماضي، عن استدعاء أكثر من 3 آلاف جندي إلى روسيا للقتال ضد أوكرانيا، وربما تم نشر بعضهم في منطقة كورسك الروسية.

تحذيرات دولية

من جانبها، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها “البالغ” بشأن التقارير عن نشر قوات كورية شمالية في روسيا.

وجاء ذلك في إحاطة قدمها ميروسلاف جينكا، وكيل الأمين العام لشؤون أوروبا وآسيا الوسطى والأميركيتين بقسم الشؤون السياسية، أمام مجلس الأمن الدولي، الذي عقد جلسة لمناقشة التطورات في أوكرانيا.

والجمعة الماضي أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن بلاده علمت أن روسيا ستنشر جنودا كوريين شماليين في مناطق القتال في 27 و28 أكتوبر/تشرين الأول الجاري.

وحذّرت السفيرة البريطانية باربرا وودوارد من منافع يمكن أن تجنيها بيونغ يانغ من موسكو، خصوصا المساعدات العسكرية، التي من شأنها أن “تزيد التوترات في شبه الجزيرة الكورية”، وأن تقوّض الأمن في منطقة المحيطين الهندي والهادئ.

وقال السفير الفرنسي نيكولا دو ريفيير إنه إذا تم بالفعل نشر القوات الكورية الشمالية في روسيا، فسيُنظر إلى هذا الأمر على أنه “عمل عدائي له عواقب مباشرة على الأمن الأوروبي والسلم والأمن الدوليين، ولن يؤدي إلا إلى زيادة معاناة الشعب الأوكراني”.

دمار خلفته ضربة روسية على خاركيف الأوكرانية (الأناضول)

“مجرد ادعاءات”

وجاء الرد الروسي على لسان سفير موسكو لدى الأمم المتحدة، الذى نفى صحة تلك التقارير ووصفها بأنها “مجرد ادعاءات”.

وقال السفير الروسي فاسيلي نيبينزيا، في مداخلة أمام مجلس الأمن، إن هذه التقارير “لديها قاسم مشترك واحد، إنها مجرّد ادعاءات، وهي ترمي، في ظل غياب أي أدلة مقنعة، إلى صرف الانتباه عن المشاكل الحقيقية التي تشكّل تهديدا للسلم والأمن الدوليين”.

وقال نيبينزيا إنه في حال سلّمنا جدلا بأن المزاعم الأميركية صحيحة “لماذا تحاول الولايات المتحدة وحلفاء لها أن يفرضوا على الجميع المنطق الملتوي بأن من حقهم مساعدة نظام (الرئيس الأوكراني فولوديمير) زيلينسكي… فيما لا يحق لحلفاء روسيا ذلك”.

وقال نيبينزيا إن تعاون روسيا مع كوريا الشمالية “عسكريا وفي مجالات أخرى يتماشى مع القانون الدولي ولا يشكل انتهاكا له”.

وعزّزت موسكو وبيونغ يانغ تعاونهما العسكري منذ بدء الحرب الروسية على أوكرانيا، لكن إشراك قوات كورية شمالية في القتال سيشكل منعطفا كبيرا، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

شاركها.