زعمت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية أن العديد من عناصر الطائفة اليهودية في فرنسا يفكرون في مغادرتها بعد الانتصار الذي حققه تحالف أحزاب اليسار بالانتخابات التشريعية، في وقت كانوا يتوقعون فوز حزب التجمع اليميني بزعامة مارين لوبان.
ونقلت يديعوت أحرونوت عن أرييل كاندل الرئيس التنفيذي لمنظمة “كواليتا” الإسرائيلية، التي تُعنى بدمج يهود فرنسا والدول الفرنكفونية بالمجتمع الإسرائيلي، القول “لقد ذهبنا إلى النوم ظنا منا أن اليمين المتطرف سيحقق نتائج تاريخية، لكننا استيقظنا مع (فوز) اليسار المتطرف”.
وحاول كاندل شرح سبب اختيار البعض بالجالية اليهودية في فرنسا التصويت لصالح حزب مارين لوبان من أقصى اليمين قائلا “إنهم كانوا يبحثون عن شخص يمكن أن يمنحهم بعض الأمان”.
وينفي اليسار الفرنسي جملة وتفصيلا الاتهامات التي توجهها له المنظمات الصهيونية، مؤكدا أن برنامجه هدفه حماية حقوق جميع المواطنين بغض النظر عن معتقداتهم.
الأمان مع أقصى اليمين
ورغم أن برنامج لوبان تضمن بنودا توصف بأنها معادية للسامية، مثل إشاعة مناخ “إشكالي” لمن يحملون الجنسية الفرنسية الإسرائيلية المزدوجة، إلا أن الرئيس التنفيذي لمنظمة “كواليتا” عدّ هذه الأمور “قضايا صغيرة” يمكن التعايش معها، إذا عملت زعيمة حزب التجمع على مكافحة أزمة الهجرة وتعزيز الأمن.
وأظهرت نتائج الانتخابات التشريعية التي جرت الأحد الماضي فوز تحالف الجبهة الشعبية الجديدة اليساري على أكبر عدد من المقاعد، لكنه لم يصل إلى 289 مقعدا اللازمة لضمان الأغلبية المطلقة بالجمعية الوطنية (مجلس النواب) مما يعني أن فرنسا تتجه نحو برلمان مُعلّق.
وأوضح كاندل أن اليهود “كانوا على استعداد لدفع ثمن التصويت لحزب ذي جذور معادية للسامية طالما أنهم يشعرون بالأمان، حتى أن بعضهم قال ذلك بفخر”.
ووفقا لصحيفة يديعوت أحرونوت، فمن غير المرجح الآن أن يشكل حزب لوبان الحكومة المقبلة، ولكن من المحتمل أن يضطر اليهود المحليون إلى التعامل مع العناصر اليسارية في البلاد التي لديها مواقف مناهضة لإسرائيل ومؤيدة لحركة حماس.
جلب مستوطنين جدد؟
وزعم كاندل أن تلك العناصر هي التي تنكر وصف الهجوم على إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول بأنه “مجزرة” وتعتبر حماس “حركة مقاومة” و”يلوحون في مسيراتهم بأعلام فلسطينية أكثر من رفعهم الأعلام الفرنسية”.
وذكر أن هذا واقع يصعب على المجتمع قبوله، ووصف ما يحدث بأنه “أمر مأساوي للغاية، وسيئ لفرنسا ولليهود”.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية في تقريرها إلى أن العديد من اليهود لجؤوا إلى الوكالة اليهودية للهجرة بعد الانتخابات لاستكشاف خيارات مختلفة. ويوضح كاندل أن هذا يأتي في أعقاب المناخ السياسي الناشئ.
وتعد الوكالة هيئة يهودية عامة بمنزلة الجهاز التنفيذي للحركة الصهيونية، والتي ترعى هجرة اليهود في الشتات إلى إسرائيل.
وأعرب كاندل عن مخاوفه من احتمال تولي زعيم الجبهة الشعبية الجديدة جان لوك ميلانشون رئاسة الحكومة الجديدة، قائلا إن هذا “سيكون تحولا جذريا”.
وتابع أن إسرائيل تضيع ما سماها فرصة عظيمة نظرا لافتقارها إلى خطط لاستيعاب المهاجرين الفرنسيين.