في مشهد يشبه المشاهد السينمائية، تقطع مسيّرة صغيرة، أطلقت من جنوب لبنان، مسافة 70 كم2، تتجول ساعة في أجواء كيان الاحتلال، متخطية مروحية الأباتشي، ذات الكفاءة القتالية العالية. ثم تصيب منزل نتنياهو، بصورة مباشرة، في “قيسارية” جنوب غرب حيفا. وبالتحديد غرفة نومه. وتعد هذه أول عملية استهداف ناجحة، لمنزل رئيس وزراء إسرائيلي، في تاريخ الصراع مع الاحتلال. 

فيما كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية، معلومات عن المسيرة التي استهدفت المنزل. وقالت، إن المسيرة من طراز “صياد 107″، وهي إحدى أبرز المسيرات التي يمتلكها “حزب الله”، والتي تتميز بقدرتها على تغيير ارتفاعها واتجاهها بشكل متكرر، ما يجعل من الصعب اكتشافها أو تتبعها، ويبلغ مدى الطائرة حوالي 100 كم2، وهي صغيرة الحجم، ولها توقيع راداري منخفض للغاية، مقارنة بالطائرات المسيرة الأكبر حجما والمصنوعة من المعدن.

هذه الخطوة، تحمل رسائل عدة، إلي نتنياهو ومن معه، وإلى الجبهة الداخلية الإسرائيلية، فما فعلته المقاومة، تجاوز مرحلة “إيلام” العدو، وبلغ مرحلة تحسس الرؤوس، وتهديد وجود المسئولين الإسرائيليين، بدءا بأعلى الهرم، ممثلا بشخص نتنياهو. فالمقاومة، اختارت الآن أن تهدد وجوده وأمنه، وأن تقول له: إنه مطارد، وإنها قادرة على أن تطاله في الوقت الذي تراه مناسبا، من دون أن تتمكن المنظومات الدفاعية من حمايته. 

من الناحية العسكرية، تؤكد هذه العملية، أن قدرات المقاومة بخير، وأنها قادرة على أن تضرب أي مكان في الكيان، حيث يحتسب وحيث لا يحتسب. ويكشف تطوير “حزب الله”، أسلوب عملياته، وفق ما يقتضيه الميدان. إنها خطوة، في سبيل إمساك المقاومة رسن العدو، من أجل إعادته إلى الحظيرة، وتطبيق العدالة، في أن لا يبقى مجرم وجزار، كـ نتنياهو، يفعل ما يحلو له من دون عقاب، يعلمه أن رأسه يساوي مسيرة يطلقها مقاومون من جنوب لبنان، يطبقون القانون والأعراف الدولية، كما يجب أن تطبق، ويمهدون لما هو قادم.

شاركها.