اعتبرت الصين إبحار حاملات طائراتها بالقرب من تايوان “أمرا طبيعيا تماما” وذلك بعد أن أعلنت الجزيرة التي تتمتع بالحكم الذاتي اليوم أن سفينة لياونينغ التابعة لبكين عبرت المضيق الذي يفصلها عن البر الرئيسي معتبرة ذلك “عملا حربيا”.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لين جيان في إفادته الصحفية اليومية إن “تايوان أرض صينية. ومن الطبيعي تماما أن تبحر حاملات الطائرات الصينية في أراضيها ومياهها الإقليمية”.

وأبحرت حاملة طائرات صينية في مضيق تايوان، وفق ما أعلن وزير الدفاع التايواني ويلينغتون كو، في وقت سابق اليوم وذلك غداة إجراء بكين مناورات بالذخيرة الحية قرب الجزيرة.

وقال كو للصحفيين في تايبيه اليوم الأربعاء إن “حاملة الطائرات الصينية “لياونينغ” تمر عبر مضيق تايوان الآن، وتبحر شمالا على طول غرب الخط الأوسط ونحن نراقبها من كثب”.

وحذر كو من أن فرض حصار فعلي على تايوان سيكون “عملا حربيا، وسيحمل تداعيات خطرة جدا على الاقتصاد العالمي”.

وأعلنت تايبيه أمس أن المناورات بالذخيرة الحية قد تكون جزءا من تكتيكات بكين “لتكثيف الترهيب الذي تمارسه بالتزامن مع الديناميكيات في مضيق تايوان”.

وشاركت لياونينغ، أقدم حاملة طائرات صينية، في التدريبات العسكرية واسعة النطاق التي أجرتها بكين حول تايوان الأسبوع الماضي، ونددت بها تايبيه وحليفتها الرئيسية واشنطن. وشملت المناورات تدريبا على تنفيذ عملية تطويق للجزيرة.

وتمتلك الصين حاملتي طائرات في الخدمة الفعلية، وثالثة تخضع لتجارب بحرية. وسبق لحاملة الطائرات لياونينغ أن عبرت المضيق.

ونهاية الأسبوع، عبرت سفينتان أميركية وكندية مضيق تايوان الممتد على 180 كيلومترا، كجزء من عمليات العبور الدورية من قبل واشنطن وحلفائها من أجل تعزيز وضعها في الممر البحري الدولي. وأدانت بكين عملية العبور على اعتبار أنها تقوض “السلام والاستقرار” في المضيق.

وأرسلت بكين عددا قياسيا من الطائرات العسكرية، بينها طائرات مقاتلة ومسيّرات، إضافة إلى سفن حربية لتطويق تايوان في 14 أكتوبر/تشرين الأول الماضي في إطار ما قالت بكين إنه “تحذير شديد اللهجة بشأن الأعمال الانفصالية لقوى الاستقلال في تايوان”.

وجاء ذلك ردا على خطاب الرئيس التايواني لاي تشينغ تي بمناسبة العيد الوطني قبل أسبوعين، والذي تعهد فيه “بمقاومة” مساعي الصين لـ”ضم” الجزيرة، وشدد على أن بكين وتايبيه غير تابعتين لبعضهما بعضا.

وتبنى لاي الذي تولى السلطة في مايو/أيار الماضي لهجة أكثر حدّة من الرئيسة السابقة تساي إنغ-وين في الدفاع عن سيادة تايوان، مما أثار حفيظة قادة بكين الذين يصفونه بأنه “انفصالي”.

وتُحكم كل من الصين وتايوان بشكل منفصل منذ عام 1949، بعدما فرّت القوى القومية بقيادة شيانغ كاي-شيك إلى الجزيرة إثر هزيمتها من قبل القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ.

وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها، وكثّفت أنشطتها العسكرية في محيط الجزيرة خلال السنوات الأخيرة للضغط على تايبيه ورفضت استبعاد اللجوء للقوة للسيطرة عليها.

شاركها.