أعلنت كوريا الشمالية -اليوم السبت- أنها انتشلت بقايا مُسيّرة عسكرية واحدة على الأقل أتت من كوريا الجنوبية، ونشرت صورا للطائرة التي أكد خبراء أنها كورية جنوبية لكن سول نفت صحة ذلك.

وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية أنه “بالنظر إلى شكل الطائرة المسيرة، وفترة الطيران المفترضة، وصندوق نثر المنشورات المثبت في الجزء السفلي من جسم الطائرة المسيرة، وما إلى ذلك، فمن المرجح أن الطائرة هي التي نثرت المنشورات فوق وسط بلدية بيونغ يانغ، لكن ذلك الاستنتاج لم يستخلص بعد”.

وأضافت وكالة الأنباء المركزية الكورية الشمالية “إذا اتضح انتهاك أراضي جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وأجوائها ومياهها الإقليمية بوسائل عسكرية من كوريا الجنوبية وجرى التأكد من الأمر مرة أخرى، فسوف يُعدّ ذلك استفزازا عسكريا خطيرا لسيادة جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية وإعلان حرب وسيُشن هجوم فوري ردا على ذلك”.

وقال متحدث باسم وزارة الدفاع الكورية الشمالية إن الطائرة هي من النوع نفسه لتلك التي عرضت في سول خلال العرض العسكري ليوم القوات المسلحة عام 2023. وأوضح أنه من المرجح أن تكون هذه الطائرة هي التي “ألقت منشورات في وسط بلدية بيونغ يانغ”.

ترجيح ونفي

نشرت وكالة الأنباء الكورية الشمالية الرسمية صورا عدة لما قالت إنها الطائرة الكورية الجنوبية. وقال هونغ مين، المحلل في المعهد الكوري لإعادة التوحيد الوطني، إن هذه الصور تُظهر “بوضوح مُسيّرة استطلاع صغيرة بعيدة المدى يستخدمها الجيش الكوري الجنوبي”.

على الجانب الآخر، أحجمت حكومة كوريا الجنوبية عن الكشف عن إطلاق مثل هذه الطائرات المسيرة أو ما إذا كانت قد أطلقت بواسطة عسكريين أو مدنيين، إن كانت أطلقت بالفعل. وقالت “إن التعليق على اتهامات بيونغ يانغ سيكون بمنزلة الانجرار إلى خدعة”.

وعلى الرغم من ذلك، نفى وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم يونغ هيون أن تكون بلاده قد أرسلت أي طائرات مسيّرة إلى الشمال، وأجاب خلال جلسة استماع برلمانية حين سئل عن ادعاءات كوريا الشمالية بالقول “لم نفعل ذلك”.

وقالت وزارة الدفاع في بيان لها إن “مزاعم كوريا الشمالية الأحادية الجانب لا تستحق التحقق (منها) ولا تستحق الرد”.

لكن يو يونغ ويون، أحد المشرعين في سول، قال إن الطائرات المسيرة الموجودة في صور كوريا الشمالية “تشبه إلى حد بعيد” المسيرات التي تصنعها شركة “سونغ وو” الكورية الجنوبية لأغراض المراقبة وزودت بها الجيش الكوري الجنوبي العام الماضي.

وذكر يو أن وحدة الطائرات المسيرة في كوريا الجنوبية طلبت المسيرات العام الماضي بعد أن دخلت طائرة مسيرة كورية شمالية منطقة حظر جوي تحيط بالمكتب الرئاسي في سول.

وتقول شركة “سونغ وو” على موقعها الإلكتروني إنها زودت الجيش الكوري الجنوبي بنحو 100 طائرة مسيرة من طراز “إس-بات” التي يبلغ الحد الأقصى لوقت تحليقها 4 ساعات وتصل سرعتها القصوى إلى 140 كيلومترا في الساعة.

وعلى الرغم من الجهود الرسمية لمنعهم، أطلق ناشطون من كوريا الجنوبية على مدى سنوات بالونات تحتوي على منشورات دعائية ودولارات أميركية عبر الحدود، أثارت غضب بيونغ يانغ التي وجهت “إنذارا نهائيا” إلى كوريا الجنوبية بضرورة التوقف عن هذه الاستفزازات.

وتراجعت العلاقات بين الكوريتين إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، وصولا إلى إعلان الزعيم الشمالي كيم جونغ أون في وقت سابق من هذا العام أن كوريا الجنوبية هي “العدو الرئيسي” لبلاده.

وكثفت كوريا الشمالية من خطابها العدائي في الأيام القليلة الماضية، متهمة الجيش الكوري الجنوبي بإطلاق طائرات مسيرة فوق بيونغ يانغ خلال 3 أيام هذا الشهر وهددت “بكارثة مروعة” إذا رصدت طائرة مسيرة أخرى في أجوائها.

شاركها.