تناولت اثنتان من كبريات الصحف في الولايات المتحدة بالتحليل وقائع ما دار في المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأميركي جو بايدن مساء أمس الخميس، بتوقيت واشنطن (فجر الجمعة بتوقيت مكة المكرمة).
وانعقد المؤتمر الصحفي، الذي استغرق ساعة تقريبا، على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في واشنطن، أجاب خلاله عن أسئلة الصحفيين، وسعى إلى تبديد المخاوف بشأن عمره وقدراته العقلية.
وخرجت صحيفتا نيويورك تايمز وواشنطن بوست بـ5 ملاحظات من المؤتمر الصحفي، الذي دافع خلاله بايدن عن قراره البقاء في السباق الرئاسي ضد خصمه مرشح الحزب الجمهوري دونالد ترامب، رغم نداءات 17 من نواب حزبه الديمقراطي في الكونغرس والمانحين وكبار المسؤولين المنتخبين، له بالانسحاب.
وفيما يلي 5 ملاحظات سريعة استخلصها يونغ في مقاله التحليلي:
1- إصرار ولكن
ذكرت نيويورك تايمز أن بايدن تعهد بالبقاء في السباق الرئاسي قائلا: “أنا مصمم على الترشح”، ورفض نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت أنه سيخسر أمام ترامب، معربا عن اعتقاده بأنه “أفضل شخص مؤهل للقيام بهذه المهمة”.
ومع ذلك فقد أقر بأن جدول أعماله كرئيس أصبح شاقا، ملقيا اللوم في ذلك على طاقم العمل التابع له.
2- بداية صعبة
وتوضح نيويورك تايمز أن رد الرئيس على السؤال الأول انطوى على قدر من الارتباك أثار قلق الديمقراطيين.
فعند سؤاله عما إذا كانت نائبته كامالا هاريس قادرة على هزيمة ترامب، اختلط الأمر على بايدن ورد بالقول: “لم أكن لأختار نائبة الرئيس ترامب لتكون نائبة للرئيس إذا لم أكن أعتقد منذ البداية أنها مؤهلة لتكون رئيسة.. لهذا السبب اخترتها”.
كما أخطأ أثناء إجابته عن سؤال بشأن المساعدات العسكرية لأوكرانيا حين قال إنه يتبع في ذلك نصيحة “القائد الأعلى” -ناسيا أنه هو القائد الأعلى للقوات المسلحة الأميركية- قبل أن يصحح نفسه ويذكر كبار قادته العسكريين.
وبحسب واشنطن بوست، من بين اللحظات التي لم تترك انطباعا جيدا، تلك التي سبقت المؤتمر عندما أخطأ في تقديم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على أنه “الرئيس بوتين”.
وقالت الصحيفة إن المؤتمر الصحفي كان بمثابة إعداد جيد لبايدن، حيث أُثير خلاله كثير من الموضوعات المتعلقة بالسياسة الخارجية. وهو أمر يجيده -مهما كانت عيوبه- منذ أن كان رئيسا للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ.
3- فهم عميق للسياسة الخارجية
وأظهر الرئيس الأميركي أنه لا يزال يتمتع بدراية عميقة عندما يتعلق الأمر بالشؤون الدولية، بحسب نيويورك تايمز، حيث قدم إجابات مطولة ومفصلة حول مختلف قضايا السياسة الخارجية، حتى عندما قال إنه مستعد لعرقلة العلاقة بين الصين وروسيا.
وكرر موقفه الثابت بعدم السماح لأوكرانيا باستخدام الأسلحة الأميركية لضرب عمق روسيا.
وذكرت واشنطن بوست أن بايدن قيل له إن فرص الفوز في الانتخابات متعادلة، وكان ذلك بعد ساعات من انتهاء المؤتمر الصحفي الذي كان أداؤه أكثر اتزانا من مناظرة الشهر الماضي مع ترامب.
4- الشخص الأفضل لهزيمة ترامب
نيويورك تايمز أشارت إلى أن بايدن أسهب في عرض حجته للترشح لخوض الانتخابات وإنجازاته كرئيس، وشدد على ضرورة أن تتاح له الفرصة للاستمرار، إلا أنه لم يُبدِ سببا يجعله يعتقد أنه الشخص الأفضل لرئاسة الولايات المتحدة.
ومن جهتها، قالت واشنطن بوست إن بايدن عندما سئل عن تصريحات كان قد أدلى بها عام 2020، حول ما إذا كان يخطط للترشح لولاية ثانية -حيث أشار وقتها إلى أنه على وشك أن يصبح الرئيس الأكبر سنا على الإطلاق، وأنه يعتبر نفسه “جسرا” لجيل أصغر من القادة الديمقراطيين- قال إن ما تغير هو “الوضع الخطير الذي ورثه فيما يتعلق بالاقتصاد وسياستنا الخارجية والانقسام الداخلي”.
5- دفاع قوي عن نائبته هاريس
وأوضحت نيويورك تايمز أنه بينما تعهد الرئيس جو بايدن بالبقاء في السباق الرئاسي، دافع أيضا عن مؤهلات نائبته كامالا هاريس، وأشاد بجهودها دفاعا عن حقوق المرأة في الإجهاض، وعن “قدرتها على التعامل مع أي قضية مطروحة تقريبا”.
ومع ذلك، فقد أوضح أن أي استطلاع للرأي يظهر أن هاريس ستبلي بلاءا أفضل منه في مقارعة ترامب، لن يجبره على التنحي.
وقالت واشنطن بوست إن بعض أنصار الحزب الديمقراطي شعروا بامتعاض شديد من تصريح أدلى به بايدن في مقابلة مع شبكة “إيه بي سي” الإخبارية الأميركية قال فيه إنه سيشعر بالرضا تجاه حملته الانتخابية لعام 2024، حتى لو فاز دونالد ترامب، “طالما أنني بذلت كل ما في وسعي”.
وعلّقت واشنطن بوست على التصريح بأنه لم يكن هذا ما يريد الديمقراطيون سماعه من مرشحهم وهم الذين يَعُدّون إلحاق الهزيمة بدونالد ترامب مسألة “وجود”.