ويعد الذئبة الحمراء حالة مناعية ذاتية يهاجم فيها الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة، مما يؤدي إلى التهابات وأضرار متعددة في الأعضاء.
التغذية والنمط الصحي أساسيان للسيطرة على المرض
وأوضح مختصون لـ “اليوم” أن التغذية السليمة والنوم الجيد وممارسة الرياضة بانتظام، بالإضافة إلى الدعم النفسي والاجتماعي، هي عوامل رئيسية لتحقيق تحكم أفضل بأعراض الذئبة الحمراء وتقليل تطورها.
استراتيجيات علاجية متكاملة
وأفادت الدكتورة أمل بنت فهد الشمري، أستاذة مشاركة واستشارية علم المناعة الإكلينيكية، بأن التعامل مع مرض الذئبة الحمراء يتطلب استراتيجية علاجية متكاملة تشمل أحدث الأدوية والتقنيات الطبية إلى جانب تعديل نمط الحياة.
أشارت الشمري إلى أن الذئبة الحمراء هو مرض مناعي ذاتي يهاجم فيه الجهاز المناعي أنسجة الجسم السليمة، مما يتسبب في التهابات وأضرار متعددة في الأعضاء.
الأدوية المستخدمة في العلاج
فيما يتعلق بالأدوية، ذكرت “الشمري” أن مضادات الالتهاب غير الستيرويدية تُستخدم لتخفيف الألم والتورم، بينما تعتبر الكورتيكوستيرويدات والمثبطات المناعية مثل السيكلوفوسفاميد والمايكوفينوليت من العلاجات التقليدية التي تساعد في تقليل النشاط المناعي المفرط.
وأضافت أن الأدوية البيولوجية الحديثة مثل البيليموماب (Benlysta) والريتوكسيماب (Rituxan) تستهدف بروتينات معينة في الجهاز المناعي وتُظهر نتائج واعدة في تقليل الالتهابات وتحسين الأعراض.
تطورات حديثة في العلاج
وكشفت “الشمري” أن الأبحاث المستمرة لتطوير علاجات جديدة تشمل الأدوية التي تستهدف مسارات محددة في الجهاز المناعي، من بينها الأدوية التي تعمل على تثبيط بروتينات معينة مثل الإنترلوكين-6 (IL-6) أو الإنترلوكين-17 (IL-17) التي تلعب دورًا في العمليات الالتهابية.
أهمية التغذية والنوم والرياضة
وشددت الشمري على أهمية اتباع نمط حياة صحي للمرضى المصابين بالذئبة الحمراء، مشيرة إلى أن التغذية المتوازنة التي تحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون يمكن أن تسهم في تحسين الصحة العامة وتقليل الالتهابات.
وأوضحت أهمية شرب الكثير من الماء وتجنب الأطعمة المعالجة والسكريات الزائدة، والحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم الجيد لتقليل التعب المرتبط بالمرض. كما أكدت على أهمية ممارسة الرياضة بانتظام.
نهج شامل للتحكم بالأعراض
وأكدت الدكتورة ندى الغامدي، استشارية الأمراض الجلدية وأستاذ مساعد بجامعة الإمام عبدالرحمن بن فيصل، أن التحكم بأعراض مرض الذئبة الحمراء وتقليل تطورها يعد من التحديات الطبية الهامة التي تتطلب اتباع نهج شامل يجمع بين العلاج الدوائي وتغيير نمط الحياة.
وأشارت الغامدي إلى أن الأدوية المستخدمة تشمل مضادات الالتهاب غير الستيرويدية التي تساعد في تخفيف الألم والتورم، إلى جانب الأدوية المثبطة للجهاز المناعي مثل الكورتيكوستيرويدات والمثبطات المناعية التي تعمل على تقليل النشاط المناعي غير الطبيعي.
وأكدت أن الأدوية البيولوجية مثل البيليموماب التي تستهدف بروتينات معينة في الجهاز المناعي تعد من التطورات الحديثة التي تسهم في تقليل الالتهاب.
الوقاية من تفاعلات الجلد
شددت الغامدي على أهمية التغذية السليمة للمرضى المصابين بالذئبة الحمراء، موضحة أن اتباع نظام غذائي متوازن يحتوي على الفواكه والخضروات والحبوب الكاملة والبروتينات الخالية من الدهون يعد أساسًا للحفاظ على صحة جيدة، وتجنب الأطعمة المعالجة والسكريات الزائدة وشرب الكثير من الماء.
وأشارت إلى أن الحصول على قسط كافٍ من الراحة والنوم الجيد يلعب دورًا محوريًا في تقليل التعب المرتبط بالذئبة الحمراء، مؤكدة أهمية ممارسة الرياضة بانتظام مثل المشي أو السباحة للحفاظ على القوة والمرونة وتقليل التوتر.
وأوصت باستخدام واقي الشمس وارتداء ملابس واقية للوقاية من تفاعلات الجلد الناتجة عن التعرض لأشعة الشمس.
أهمية الدعم النفسي والاجتماعي
أضافت الغامدي أن الإقلاع عن التدخين والدعم النفسي والاجتماعي للمرضى يُعدان من الجوانب المهمة في التعامل مع مرض الذئبة الحمراء، حيث يمكن أن يساعد الانضمام إلى مجموعات الدعم أو التحدث مع مستشار في التعامل مع التأثير النفسي والاجتماعي للمرض.
وأكدت على أهمية المتابعة الدورية مع الطبيب لمراقبة الحالة وتعديل العلاج عند الحاجة، مشيرة إلى أن هذا النهج الشامل والمتكامل يعد الأمثل للتحكم بأعراض الذئبة الحمراء وتقليل تطورها.
إحصاءات عن مرض الذئبة الحمراء
أوضح الدكتور بندر البنيان، أستاذ علم الأمراض بجامعة حائل، أن مرض الذئبة الحمراء هو حالة مرضية ناتجة عن خلل في الجهاز المناعي، حيث يهاجم الجهاز المناعي الأنسجة السليمة في الجسم عن طريق الخطأ، ما يؤدي إلى التهابات في عدة أجزاء من الجسم مثل الجلد، المفاصل، الكلى، القلب، والرئتين.
أشار الدكتور عبدالعزيز العمري إلى أن الدراسات والأبحاث أظهرت أن هناك حوالي 20 شخصًا لكل 100 ألف في المملكة العربية السعودية يصابون بمرض الذئبة الحمراء.
وأوضح أن هذا المرض يصيب النساء بشكل أكبر من الرجال، خاصة في سنوات الإنجاب، فيما تقل الإصابة عند النساء بعد سن اليأس. أما بالنسبة للرجال، فإن خطر الإصابة بالمرض يزداد مع التقدم في العمر.
أسباب وأعراض مرض الذئبة
أكد الدكتور البنيان أن أسباب مرض الذئبة لا تزال مجهولة، إلا أن هناك بعض العوامل الوراثية والبيئية التي قد تساهم في الإصابة، مثل التدخين، الضغط النفسي المستمر، والتعرض للملوثات البيئية.
وأوضح أن أعراض مرض الذئبة تختلف من شخص لآخر، وتتأثر بعوامل متعددة مثل الجنس، العمر، والعرق.
تشمل الأعراض الشائعة التعب، الإجهاد، فقدان الشهية، والطفح الجلدي في بعض مناطق الجسم وأحيانًا في الوجه.
تشخيص المرض والعلاج
أضاف البنيان أن تشخيص مرض الذئبة يتطلب وجود معايير سريرية ومخبرية متفق عليها، ولا يوجد اختبار معين يمكن الاعتماد عليه بشكل قاطع لتشخيص المرض.
وأكد أن هناك عدة أدوية يمكن أن تساعد في السيطرة على المرض، مثل مسكنات الألم، الأدوية المضادة للالتهابات غير الستيرويدية، الأدوية المثبطة للمناعة، والكورتيزون.
أهمية تغيير نمط الحياة
اختتم الدكتور البنيان بالتأكيد على أهمية تغيير نمط الحياة واتباع استراتيجيات إدارة المرض، مثل النشاط البدني والتعديلات الغذائية، للمساعدة في السيطرة على الأعراض وتحسين جودة الحياة لمرضى الذئبة الحمراء.