|

حذّر مسؤولون في الأمم المتحدة معنيون بالمجال الإنساني من أن لبنان قد يواجه “دوامة موت” تشبه تلك التي عرفها قطاع غزة على مدى عام، ودعوا إلى اتخاذ خطوات عاجلة لوقف النزاع المتصاعد بين حزب الله وإسرائيل.

وقال مدير لبنان في برنامج الأغذية العالمي ماثيو هولينغوورث “علينا القيام بكل ما يمكن للحؤول دون وقوع ذلك”، وذلك في اتصال من بيروت خلال إيجاز صحفي في جنيف اليوم الثلاثاء.

وأعرب المسؤول عن قلقه من أوجه الشبه بين لبنان وغزة حيث أمضى النصف الأول من هذا العام ينسّق عمليات البرنامج، في خضم الحرب المدمّرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقال إن “الأمر لا يفارق ذهني من الوقت الذي أستيقظ فيه حتى أخلد للنوم، أننا قد ننزلق إلى دوامة الموت ذاتها.. لا يجب أن نسمح بحصول ذلك”.

وأوضح هولينغوورث أن كثيرين يفرون “لأنهم شاهدوا على مدى عام أن الحرب في قطاع غزة تواصلت، وتعرضت الأحياء للتدمير والقصف، وهذا الأمر حفر عميقا في نفوسهم، في قلوبهم، في أذهانهم”.

أوجه تشابه

وأبدى المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) جيمس إيلدر أسفه، لأن “أوجه التشابه للأسف حاضرة، سواء أكان النزوح على الأرض، التأثير على الأطفال، أو اللغة المستخدمة لتلطيف الوقائع على الأرض”.

وأشار جيريمي لورنس من مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى “أننا نرى الأنماط نفسها التي رأيناها في غزة.. الدمار يفوق قدرة الناس في لبنان على التصديق، كما (كان الأمر) في غزة. لا يمكننا أن ندع ذلك يتكرر”.

وفي حين تعمل الهيئات الإنسانية على التعامل مع الحاجات المتزايدة للسكان، شدد هولينغوورث على أن “خفض التصعيد” العسكري هو المطلوب.

وكشف أنه بينما يسعى برنامج الأغذية حاليا لمساعدة نحو 150 ألف شخص يوميا، فهو يحتاج “لأن نصل في هذه المرحلة لنحو مليون شخص” في اليوم.

ولفت إلى أن حرائق ناتجة عن الحرب أتت على 1900 هكتار من الأراضي الزراعية في جنوب لبنان على مدى العام، معظمها خلال الأسبوعين الماضيين، بينما هجر المزارعون نحو 12 ألف هكتار من الأراضي المنتجة.

وتحدث هولينغوورث عن “حاجات مهمة جدا” في الفترة المقبلة، مبديا أسفه لأن برنامج الأغذية العالمي يعاني من عجز تمويلي قدره 115 مليون دولار لتغطية الحاجات المتزايدة خلال الأشهر الثلاثة المقبلة.

سيارة إسعاف مدمرة جراء غارة إسرائيلية على جنوب لبنان (الفرنسية)

اعتداءات على القطاع الصحي

بدورها، أحصت منظمة الصحة العالمية 16 اعتداء طالت قطاع الخدمات الصحية في لبنان منذ منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، ما أسفر عن مقتل 65 من العاملين الصحيين وإصابة 40 بجروح.

وقال المسؤول في المنظمة إيان كلارك في اتصال بالفيديو من بيروت، إن 5 مستشفيات في لبنان باتت خارج الخدمة، في حين تعمل أربعة بشكل جزئي.

وأوضح أن زهاء 100 منشأة صحية أرغمت على إقفال أبوابها، محذرا من أنه مع تقليص الخدمات الصحية “نواجه وضعا يتزايد فيه خطر تفشي الأمراض”.

ومنذ 23 سبتمبر/أيلول الماضي، وسّعت إسرائيل نطاق الحرب التي تشنها على غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، لتشمل جل مناطق لبنان، بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية غير مسبوقة عنفا وكثافة، كما بدأت توغلا بريا في جنوبه ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات الدولية والقرارات الأممية.

وأسفر التصعيد الإسرائيلي الحالي على لبنان عن مقتل أكثر من 1200 شخص وإصابة 3400، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، وأكثر من مليون و200 ألف نازح، وفق بيانات رسمية لبنانية.

وتواصل إسرائيل منذ عام حربها على قطاع غزة، مما أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 139 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، مع فقدان أكثر من 10 آلاف شخص، وسط دمار واسع ومجاعة متفاقمة أودت بحياة عشرات الأطفال، في إحدى أسوأ الأزمات الإنسانية بالعالم.

شاركها.