يأتي الإصدار كأول كتاب ضمن سلسلة تهدف إلى توثيق وحفظ الإرث الموسيقي السعودي الذي يمتد عبر عقود طويلة من الإبداع، حيث يتجاوز دوره مجرد حفظ الأغاني إلى بناء ذاكرة موسيقية وطنية تجمع بين الأجيال وتحتفي بالإرث الفني الذي شارك في تشكيل الهوية الثقافية للمملكة.
الإرث الموسيقي السعودي
وأوضحت الهيئة أن اختيار 94 أغنية وطنية يتناسب مع الاحتفال باليوم الوطني الـ 94، ليكون هذا الكتاب شاهداً على مسيرة فنية وطنية حافلة بالأعمال الموسيقية التي تميزت بقيمتها الفنية العالية وأسهمت في نقل مشاعر الانتماء والاعتزاز بالوطن.
ويهدف الكتاب إلى تقديم توثيق منهجي ومؤسسي لهذا الإرث، ليكون مرجعاً لكل المهتمين بالموسيقى السعودية من باحثين وفنانين ومهتمين بالتاريخ الثقافي للمملكة.
الأغنية الوطنية
ويقول الموسيقار الراحل محمد شفيق: “للأغنية الوطنية تأثير كبير في تعزيز الحس الوطني لدى الشباب والنشء، فهي تتحول إلى أشبه بأهزوجة تردد في كل مناسبة، وتعطي دافعاً للفخر والاعتزاز بالوطن، وتعد وسيلة فعالة لغرس قيم الولاء والانتماء. إنها رسالة حب متبادلة بين الشعب وقادته وبين الشعب والأرض التي يعيشون عليها، وقد كانت وما زالت نبضاً حياً في وجدان الأغنية السعودية التي ساهم في إثرائها نخبة من الشعراء والملحنين الكبار، ما جعلها تتبوأ مكانة متميزة على الساحة المحلية والخليجية وصولاً إلى العربية”.
وأكدت هيئة الموسيقى أن مبادرة “ذاكرة الموسيقى السعودية” تأتي لسد الفراغ الكبير الذي تركه غياب التوثيق المنهجي للأغاني الوطنية، حيث يسعى هذا المشروع إلى جمع وتدوين الأغاني التي تشكل جزءاً أساسياً من الذاكرة الثقافية للمملكة، ووضعها في متناول الجميع، من موسيقيين وباحثين وجمهور.
ويعد هذا الإصدار بمثابة البداية لسلسلة من الكتب التي تعمل الهيئة على إعدادها لتوثيق مختلف أشكال الإرث الموسيقي السعودي، الذي طالما كان غنياً ومتجدداً، ولكن ظل جزء كبير منه مفقوداً بسبب غياب التوثيق المؤسسي.
الإبداع داخل المملكة
يذكر أن التدوين الموسيقي هو عملية فنية تهدف إلى حفظ الأعمال الموسيقية عبر كتابتها على النوتة الموسيقية، وهو نظام تطور على مر العصور، حتى أصبح اليوم لغةً عالميةً يتواصل بها الموسيقيون من مختلف الثقافات.
ويمثل المشروع خطوة مهمة لحفظ التراث الموسيقي السعودي من الاندثار، ووضعه في إطار علمي يمكن من خلاله دراسة هذه الأعمال وفهم أبعادها الفنية والاجتماعية.
وتسعى هيئة الموسيقى من خلال المشروع إلى تقديم التراث الموسيقي السعودي بشكل معاصر يمكّن الجيل الجديد من الموسيقيين والمهتمين من الوصول إليه والاستفادة منه، ليستمر في الإبداع والتأثير داخل المملكة وخارجها.