أكدت وزارة الصحة أن سرطان القولون والمستقيم يُعد ثالث أكثر أنواع السرطان انتشارًا عالميًا، حيث يمثل نحو 10% من إجمالي حالات السرطان، ويُصنف كثاني أبرز أسباب الوفاة المرتبطة بالأورام السرطانية.
وأوضحت الوزارة أن معظم حالات الإصابة تُسجل لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم على 50 عامًا، مشيرةً إلى أن نمط الحياة يلعب دورًا رئيسيًا في زيادة مخاطر الإصابة. ومن العوامل المؤثرة في ارتفاع معدلات الإصابة الإفراط في استهلاك اللحوم المصنعة، وعدم تناول كميات كافية من الفواكه والخضروات، وقلة النشاط البدني، والسمنة، والتدخين، والإفراط في شرب الكحول.
وأضافت الوزارة أن تشخيص المرض غالبًا ما يتم في مراحل متقدمة، مما يقلل من خيارات العلاج ويؤثر على معدلات الشفاء، لذلك شددت على أهمية الفحوصات المبكرة، حيث تساهم بشكل كبير في الكشف عن المرض في مراحله الأولى، مما يعزز فرص العلاج الفعّال.
وأكدت الوزارة ضرورة تبني استراتيجيات وقائية تقلل من مخاطر الإصابة، من خلال اتباع نمط حياة صحي، وتجنب العوامل المسببة للمرض، وإجراء الفحوصات الدورية، مشددة على أن التوعية المستمرة تلعب دورًا أساسيًا في الحد من انتشار المرض وتقليل معدلات الوفيات.

فرصة للتوعية بسرطان القولون

من جهته أوضح استشاري جراحة القولون والمستقيم بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام – تجمع الشرقية الصحي، الدكتور عبدالمحسن فوزي الدليجان، أن شهر مارس يمثل فرصة مهمة للتوعية بأهمية الفحص المبكر لسرطان القولون والمستقيم، وهو من أكثر أنواع السرطانات شيوعًا، لكنه أيضًا من أكثرها قابلية للوقاية والعلاج عند اكتشافه في مراحله الأولى.
وأشار الدكتور الدليجان إلى أن أهمية الفحص المبكر تكمن في قدرته على الكشف عن الزوائد اللحمية الحميدة قبل تحولها إلى خلايا سرطانية، كما يتيح اكتشاف السرطان في مراحله الأولى، مما يزيد بشكل كبير من فرص العلاج الناجح.
وأوضح أن الإرشادات الطبية السعودية توصي ببدء الفحص من سن 45 عامًا للأشخاص ذوي الخطر المتوسط، بينما يُنصح من لديهم تاريخ عائلي أو عوامل خطر أخرى بمراجعة الطبيب لتحديد موعد الفحص المناسب لهم.

د. عبدالمحسن الدليجان

د. عبدالمحسن الدليجان

طرق فحص سرطان القوولون والمستقيم

وأشار إلى أن هناك عدة طرق للفحص، من بينها منظار القولون، الذي يُعد الأداة الأكثر دقة في الكشف عن المرض، بالإضافة إلى الفحوصات الأقل تدخلاً مثل اختبارات البراز التي يمكن أن تكشف عن علامات مبكرة للمرض. ورغم توفر هذه الوسائل، لا يزال هناك تردد بين الكثيرين بسبب الخوف أو قلة الوعي، مما يؤدي إلى تأخير التشخيص ويقلل من فرص الشفاء.
وأضاف الدكتور الدليجان: ”بصفتي جراحًا متخصصًا في جراحة القولون والمستقيم، أرى يوميًا الفرق الكبير الذي يحدثه الكشف المبكر في حياة المرضى. عندما يتم التشخيص في مرحلة مبكرة، تتجاوز نسبة الشفاء 90%. لذا، أدعو الجميع هذا الشهر إلى اتخاذ خطوة بسيطة قد تنقذ حياتهم وحياة أحبائهم: لا تترددوا في إجراء الفحص ومشاركة الوعي بأهميته. صحتكم أولوية، فاحرصوا عليها“.

شاركها.