تشهد أسواق القهوة العالمية حالة من الاضطراب مع استمرار ارتفاع الأسعار في مطلع سبتمبر، لتبقى عند مستويات مرتفعة بعد القفزة الكبيرة التي حققتها في أغسطس الماضي. هذا الارتفاع أثار قلق المستهلكين والمستثمرين على حد سواء، خاصة مع ارتباطه بعوامل مناخية في البرازيل، وتراجع المخزونات العالمية، إضافة إلى تأثيرات تجارية متصاعدة.

قفزة في الأسعار

بحسب صحيفة الإكونوميستا الإسبانية، بلغ متوسط سعر العقود الآجلة لقهوة “أرابيكا”، وهي الأكثر تداولًا عالميًا، نحو 385 سنتًا أمريكيًا للرطل (ما يعادل 0.45 كجم) يوم الأربعاء الماضي. وكان السعر قد سجل ذروة جديدة في مطلع الأسبوع بوصوله إلى 396.60 سنتًا للرطل، وهو ارتفاع كبير إذا ما قورن بمستوى الأسعار مطلع أغسطس، حينما لم يتجاوز 282.75 سنتًا للرطل.

مناخ قاسٍ يهدد الإنتاج في البرازيل

تلعب البرازيل دورًا محوريًا في سوق القهوة كونها المنتج الأكبر عالميًا. إلا أن الظروف المناخية القاسية هناك، من جفاف ممتد وأمطار غير منتظمة وصقيع ضرب مناطق زراعية رئيسية، باتت تهدد الموسم المقبل. وتشير التوقعات إلى صعوبة تحقيق حصاد قياسي في عام 2026، ما يثير القلق بشأن وفرة الإمدادات العالمية.

تراجع المخزونات العالمية

إلى جانب التحديات المناخية، تواجه السوق أزمة أخرى تتمثل في انخفاض المخزون العالمي للقهوة إلى مستويات تاريخية متدنية. هذا التراجع يحد من قدرة الأسواق على مواجهة الطلب المتزايد، ويدفع الأسعار لمزيد من الصعود.

الرسوم الجمركية تزيد الضغوط

العوامل المناخية والمخزونية ليست وحدها من تحرك الأسعار، إذ زادت الولايات المتحدة الضغوط عبر فرض رسوم جديدة على واردات القهوة البرازيلية. هذه الخطوة رفعت من تكلفة القهوة المستوردة، وأدخلت عنصرًا إضافيًا من عدم اليقين في حركة السوق العالمية.

 

يبدو أن القهوة، المشروب الأكثر شعبية حول العالم، تتجه نحو مرحلة من الغلاء المستمر، مدفوعةً بتقلبات مناخية، نقص في المخزونات، وسياسات تجارية مشددة. وبينما يترقب المستهلكون والمستثمرون اتجاه الأسعار في الأشهر المقبلة، يبقى السؤال مفتوحًا.. هل ستجد الأسواق توازنًا جديدًا أم أن فنجان القهوة سيصبح رفاهية باهظة الثمن؟

شاركها.