|

أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة اليوم الثلاثاء وفاة 8 أشخاص -بينهم طفل- خلال الساعات الـ24 الماضية نتيجة الجوع وسوء التغذية، مما يرفع حصيلة ضحايا المجاعة في القطاع إلى 188 شهيدا، بينهم 94 طفلا.

وقالت الوزارة إن المستشفيات تسجل يوميا عشرات الحالات الخطيرة المرتبطة بسوء التغذية، وسط نقص حاد في المحاليل الطبية والمكملات الغذائية، وعدم قدرة عناصر الطواقم الطبية على الاستمرار في تقديم الرعاية في ظل الإرهاق الشديد والجوع الذي يطالهم أيضا.

وفي مستشفى أصدقاء المريض يستقبل الأطباء أكثر من 200 حالة سوء تغذية يوميا، أما في مستشفى الرنتيسي فقد رصد مراسل الجزيرة أنس الشريف حالات لأطفال يعانون من مضاعفات جلدية تؤدي إلى تآكل أجسادهم وعجزهم عن الحركة.

ويؤكد الأطباء أن كثيرا من الأطفال يعانون من ضعف في المناعة ومشكلات في عضلة القلب قد تؤدي إلى الوفاة، نتيجة الإسهال المستمر وسوء التغذية المزمن وانعدام الحليب.

“آلة تجويع”

من جهته، اتهم مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بالحق في الغذاء مايكل فخري إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في غزة، مؤكدا أنها “تجوّع سكان القطاع عمدا مستخدمة الغذاء سلاحا”.

وأضاف فخري في تصريحات نقلتها صحيفة غارديان أن “إسرائيل بنت آلة تجويع هي الأكثر فتكا على الإطلاق”، واصفا ما يحدث بأنه جريمة حرب وجرائم ضد الإنسانية.

وكان فخري -الذي حذر من المجاعة في غزة مطلع عام 2024- قد قال إنه “لا ينبغي لأحد أن يندهش مما يحصل، إسرائيل تجوّع غزة، هذه إبادة جماعية”.

وأشار المقرر الأممي إلى أن المعطيات على الأرض تؤكد منذ أوائل عام 2024 أن الاحتلال ينتهج سياسة ممنهجة لتجويع السكان، داعيا الجمعية العامة للأمم المتحدة إلى إرسال قوات لحفظ السلام لمرافقة قوافل المساعدات إلى غزة.

كما اتهم ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” باستخدام المساعدات الإنسانية أداة للسيطرة على السكان وإذلالهم، قائلا إنها تنفذ أجندة عسكرية تخدم الاحتلال، وهو ما وصفه بأنه “صورة مرعبة” لما يمكن أن تصبح عليه المساعدات مستقبلا.

كارثة إنسانية شاملة

وصرحت مسؤولة الإعلام والاتصال في منظمة “أوكسفام” للجزيرة بأن سياسة التجويع الإسرائيلية طالت الجميع، بما في ذلك الطواقم الطبية، مؤكدة أن تدمير الأراضي الزراعية وقطع المياه ساهما في تفشي الأوبئة وزيادة حدة المجاعة.

وأضافت “تردنا مناشدات يومية من أمهات في غزة لتأمين الطعام لأطفالهن الجائعين”، مشيرة إلى أن معظم سكان قطاع غزة فقدوا منازلهم ويعيشون اليوم في خيام تالفة لا تحميهم من الحر أو البرد.

وأكدت أيضا أن سياسة التعطيش الإسرائيلية أدت إلى تفشي الأوبئة في أوساط السكان، في ظل انعدام شبه كامل لمصادر المياه النظيفة.

من جانبه، قال مدير برنامج الأغذية العالمي في فلسطين أنطون رينارد لصحيفة نيويورك تايمز “لم أرَ في حياتي المهنية شيئا مماثلا لما يحدث في غزة”.

حماس تدعو لوقف المجاعة

بدوره، دعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أسامة حمدان مجلس الأمن الدولي إلى اتخاذ قرارات ملزمة تجبر الاحتلال الإسرائيلي على وقف المجاعة وحرب الإبادة، والانسحاب من قطاع غزة، مشيرا إلى استعداد الحركة للتجاوب مع أي مبادرة لإدخال الطعام للأسرى مقابل السماح بدخول المساعدات الإنسانية للمدنيين.

من جهته، قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في غزة أمجد الشوا إن الاحتلال يتعمد نشر الفوضى من خلال السماح بعمليات نهب المساعدات وإضعاف السيطرة على توزيعها، مما يزيد معاناة الناس ويعمق الانهيار الإنساني في القطاع المحاصر.

ووسط هذه المعطيات تزداد التحذيرات من مجاعة شاملة تطال ملايين السكان المحاصرين في غزة، في ظل استمرار الحصار الإسرائيلي، وغياب تحرك دولي فعّال لحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومنتظم.

شاركها.