هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، يوم الثلاثاء، منازل في الضفة الغربية، بالتزامن مع وقوع إصابات بين الفلسطينيين نتيجة اعتداءات المستوطنين وعمليات إطلاق النار. وتأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد التوترات في المنطقة، واستمرار سياسة الهدم التي تطبقها إسرائيل بحق الفلسطينيين، مما يزيد من تعقيد الوضع الإنساني والأمني. تتزايد المخاوف من تدهور الأوضاع في الضفة الغربية مع استمرار هذه الاعتداءات.

وأفادت مصادر إعلامية بأن قوات الاحتلال اقتحمت بلدة رافات شمال غرب مدينة القدس المحتلة، وقامت بهدم منزل قيد الإنشاء، بالإضافة إلى تسليم إخطارات هدم لعدد من السكان. كما طالت عمليات الهدم منزلًا في قرية دير قديس غرب مدينة رام الله، مما أدى إلى أضرار في الممتلكات وتوتر بين السكان المحليين. وتستند هذه الإجراءات الإسرائيلية إلى ذريعة البناء دون ترخيص، وهو أمر يواجه فيه الفلسطينيون صعوبات جمة في الحصول على الموافقات اللازمة.

الاعتداءات على الفلسطينيين وتصاعد وتيرة الهدم

تعتبر عمليات الهدم جزءًا من سياسة إسرائيلية أوسع نطاقًا تهدف إلى تثبيت السيطرة على الأراضي الفلسطينية وتقويض الوجود الفلسطيني فيها. ويواجه الفلسطينيون تحديات كبيرة في الحصول على تراخيص البناء، مما يجعل العديد من المنازل والمنشآت عرضة لخطر الهدم. تأتي هذه الإجراءات في وقت يعاني فيه الفلسطينيون من أوضاع اقتصادية وإنسانية صعبة، مما يزيد من معاناتهم وتدهور مستوى معيشتهم.

من جهته، صرح مدير شؤون وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الضفة الغربية، رولاند فريدريك، بأن القوات الإسرائيلية أصدرت أوامر هدم جديدة تستهدف مخيم نور شمس. وأوضح فريدريك أن هذه الأوامر تهدد ما يقرب من 25 مبنى في المخيم، مما سيؤثر على مئات اللاجئين الذين نزحوا قسراً في السابق.

تدهور البنية التحتية في مخيم نور شمس

وأشار فريدريك إلى أن صور الأقمار الاصطناعية تُظهر أن حوالي 48٪ من المباني في مخيم نور شمس قد تضررت أو دُمرت قبل صدور أمر الهدم الأخير. وفي هذا السياق، أكد على ضرورة عدم تحويل النزوح القسري لأكثر من 32 ألف لاجئ فلسطيني في شمال الضفة الغربية إلى وضع دائم. يأتي هذا التحذير في ظل استمرار المخاوف بشأن مستقبل هؤلاء اللاجئين وإمكانية عودتهم إلى منازلهم.

إضافة إلى عمليات الهدم، أفادت محافظة القدس باقتحام 210 مستوطنين للمسجد الأقصى صباح الثلاثاء وأدائهم طقوسًا دينية تحت حماية الشرطة الإسرائيلية. ويأتي هذا الاقتحام في إطار سلسلة من التوترات المتزايدة حول المسجد الأقصى، حيث يتصاعد الخلاف حول حق الفلسطينيين في الوصول إلى مكانهم المقدس. كما ذكرت المحافظة أن اقتحام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لحائط البراق يعتبر خطوة استفزازية جديدة.

اعتداءات المستوطنين وإصابة الفلسطينيين

في سياق منفصل، أفادت مصادر طبية بإصابة خمسة فلسطينيين من عائلة واحدة، فجر الثلاثاء، في هجوم نفذه مستوطنون إسرائيليون في منطقة العوجا شمالي مدينة أريحا. وقامت طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني بتقديم العلاج اللازم للمصابين، الذين شملوا الأب والأم وثلاثة أطفال. هذا الهجوم يعكس التصاعد المستمر في اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين وممتلكاتهم، وخاصة في مناطق الأغوار.

بالإضافة إلى ذلك، أصيب عاملان فلسطينيان برصاص الاحتلال الإسرائيلي قرب الجدار الفاصل ببلدة الرام شمال مدينة القدس. يحدث هذا النوع من الإصابات بشكل متكرر، حيث يحاول العمال الفلسطينيون عبور الجدار الفاصل بحثًا عن فرص عمل داخل إسرائيل. وتفيد تقديرات الاتحاد العام لعمال فلسطين، باستشهاد 44 عاملاً فلسطينياً وإصابة آخرين واعتقال أكثر من 32 ألفاً منذ بداية الصراع.

وتشير الإحصائيات إلى أن الوضع في الضفة الغربية يشهد تدهورًا مستمرًا منذ بدء الحرب في غزة في أكتوبر 2023، حيث ارتفعت أعداد الشهداء والإصابات والمعتقلين بشكل ملحوظ. وتتزايد المطالبات بتوفير حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين وضمان حقوقهم الأساسية.

من المتوقع أن يستمر الوضع في الضفة الغربية في التدهور في الأيام والأسابيع القادمة، مع استمرار عمليات الهدم والاعتداءات من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال. وستراقب المنظمات الدولية والجهات المعنية تطورات الأوضاع في المنطقة عن كثب، وستبحث عن حلول للحد من التصعيد وضمان حماية حقوق الفلسطينيين. يجب متابعة ردود الأفعال الدولية على هذه الاعتداءات، وخصوصًا فيما يتعلق بالضغط على إسرائيل لوقف هذه الإجراءات واحترام القانون الدولي. كما يجب مراقبة تطورات الأوضاع في مخيم نور شمس وتأثير أوامر الهدم على اللاجئين الفلسطينيين.

شاركها.