أظهرت بيانات ملاحية حديثة تسجيل تحركات جوية متعددة فوق فنزويلا، وذلك بعد أيام من التحذير الأمريكي بشأن إغلاق المجال الجوي الفنزويلي. وتثير هذه التحركات تساؤلات حول مدى فعالية التحذير وتأثيره على حركة الطيران في المنطقة، خاصةً مع استمرار التوترات الجيوسياسية.

ووفقًا لبيانات من منصة “فلايت رادار”، تم رصد ست طائرات تحمل أرقام تسجيل بنمية وكولومبية وهي تعبر الأجواء الفنزويلية أو تحلق فوقها. يأتي هذا بعد إعلان الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في نهاية الأسبوع الماضي عن إغلاق كامل للمجال الجوي فوق فنزويلا.

تأثير التحذير الأمريكي على حركة الطيران

أظهرت البيانات أن خمس طائرات غادرت مطار بنما سيتي في بنما، وتوجهت أربع منها مباشرة إلى مطار كراكاس الدولي. بينما استمرت الطائرة الخامسة في طريقها عبر الأجواء الفنزويلية قبل أن تهبط في مطار يوهان أدولف بينجيل الدولي في سورينام.

كما سجلت البيانات دخول طائرة سادسة، تحمل رقم تسجيل كولومبي، إلى الأجواء الفنزويلية قادمة من بوغوتا، قبل أن تهبط في كراكاس. يشير هذا إلى أن بعض شركات الطيران قد تكون استمرت في عملياتها على الرغم من التحذير.

تأجيل وإلغاء الرحلات الجوية

بالإضافة إلى ذلك، كشف تحليل لبيانات “فلايت أوير” عن تأجيل وإلغاء ما يقرب من 270 رحلة طيران في فنزويلا خلال فترة تسعة أيام، بين 21 و29 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بسبب التحذير الأمريكي.

وكان مطار سيمون بوليفار الدولي هو الأكثر تضررًا، حيث سجل 170 تأجيلاً و27 إلغاءً، وهو ما يمثل 62.6% من إجمالي الحوادث. هذا يشير إلى أن التحذير قد أثر بشكل كبير على العمليات في هذا المطار تحديدًا.

خلفية التحذير الأمريكي

أطلق الرئيس ترامب التحذير المباشر عبر منصة تروث سوشيال، موجهاً حديثه إلى شركات الطيران والطيارين، بالإضافة إلى “تجار المخدرات ومهربي البشر”. وكان الهدف المعلن هو منع استخدام الأجواء الفنزويلية في أنشطة غير قانونية.

وقد أدى هذا الإعلان إلى ردود فعل متباينة، حيث أعلنت بعض شركات الطيران الدولية، مثل إيبيريا وتاب وأفيانكا وغول وكاريبيان، عن تعليق رحلاتها إلى فنزويلا حتى إشعار آخر.

في المقابل، طالب الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا) هيئة الطيران الفنزويلية باستئناف الرحلات الدولية في غضون 48 ساعة، مهددةً بخسارة تصاريح التحليق في البلاد. هذا الضغط قد يكون ساهم في استمرار بعض الرحلات الجوية، كما أظهرت بيانات “فلايت رادار”.

تأتي هذه التطورات في سياق العلاقات المتوترة بين الولايات المتحدة وفنزويلا، والتي تشمل عقوبات اقتصادية واتهامات بالتدخل في الشؤون الداخلية. تعتبر قضية المجال الجوي الفنزويلي جزءًا من هذه الصورة الأكبر.

وتشير بعض التقارير إلى أن التحذير الأمريكي قد يكون مرتبطًا بجهود لمكافحة تهريب المخدرات والاتجار بالبشر عبر المنطقة. ومع ذلك، يرى البعض الآخر أنه محاولة لزيادة الضغط على الحكومة الفنزويلية.

إضافة إلى ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية الحالية تؤثر على قطاع السفر الجوي بشكل عام، حيث تخشى شركات الطيران من التصعيد أو الانخراط في صراعات محتملة.

من المتوقع أن تواصل هيئة الطيران الفنزويلية مراقبة الوضع وتقييم تأثير التحذير الأمريكي على حركة الطيران. كما من المحتمل أن تتخذ شركات الطيران الدولية قراراتها بناءً على التطورات السياسية والأمنية في المنطقة.

يبقى من غير الواضح ما إذا كان التحذير الأمريكي سيستمر في إحداث تعطيل كبير لحركة الطيران في فنزويلا، أو ما إذا كانت ستتمكن شركات الطيران من التكيف مع الوضع الجديد. يجب متابعة تطورات هذا الملف عن كثب في الأيام والأسابيع القادمة.

شاركها.