أعلنت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله (الحوثيين) أن نحو 40 غارة أميركية على العاصمة صنعاء وصعدة والبيضاء أسفرت في إحصائية غير نهائية عن مقتل 32 شخصا، وإصابة أكثر من مائة، معظمهم من النساء والأطفال، وسط توقعات باستمرار العمليات لأسابيع.

وكانت وسائل إعلام تابعة للجماعة قد أفادت بأن 4 غارات استهدفت حي الجراف شمالي صنعاء، مما أسفر عن مقتل 10 أشخاص وإصابة 13.

واستهدفت غارات أخرى منطقة عطان وجربان بمديرية سنحان في محافظة صنعاء.

وفي صعدة، أفادت وسائل إعلام تابعة لجماعة أنصار الله بارتفاع عدد ضحايا الغارات على منزلين في منطقة قُحزة شمالي المدينة إلى 10 قتلى و13 مصابا.‫

من جهتها، أعلنت القيادة الوسطى الأميركية (سنتكوم) أنها شنت سلسلة غارات على أهداف لجماعة أنصار الله في اليمن.

وقالت إنها نفذت سلسلة عمليات شملت ضربات دقيقة ضد أهداف للجماعة في جميع أنحاء اليمن، مرجعة الضربات إلى ما اعتبرته دفاعا عن المصالح الأميركية، وردعا للأعداء واستعادة لحرية الملاحة البحرية، وفق تعبيرها.

وذكرت البحرية الأميركية أن حاملة الطائرات هاري ترومان نفذت ضربات دقيقة فتاكة على أهداف حوثية في اليمن، مضيفة أنها على أهبة الاستعداد على مدار الساعة وتنتشر حيث يكون ذلك مهما.

في الموضوع ذاته، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن الضربات الأميركية ضد الحوثيين في اليمن قد تستمر لأسابيع.

البنتاغون ينتقد بايدن

كما قال المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) شون بارنل إن جماعة أنصار الله في اليمن تعرض حياة الأميركيين للخطر، وإنها هاجمت السفن الحربية الأميركية 174 مرة منذ عام 2023.

وأضاف أنه انتهت الأيام التي يُسمح فيها لإيران بالثراء وتمويل جماعات مثل الحوثيين، قائلا إن الإدارة الأميركية السابقة تركت الحوثيين يهاجمون السفن الحربية الأميركية والشحن التجاري دون أي رد فعل يذكر.

وقال المتحدث باسم البنتاغون إن إدارة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن سمحت لإيران بالثراء مجددا، والأسوأ من ذلك بتمويل إرهابيين مثل حركة حماس وحزب الله والحوثيين، على حد تعبيره.

وأضاف أن إيران كادت أن تفلس بعد الولاية الأولى للرئيس دونالد ترامب.

وقد نشر البيت الأبيض صورا تُظهر الرئيس الأميركي وهو يتابع الضربات في اليمن، والتي أصدر أوامر بشنها. كما نشر البيت الأبيض صورا لوزير الخارجية ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي مايكل والتز.

وكان ترامب قال إنه أصدر أوامر للقوات المسلحة الأميركية بشن “عمل عسكري حاسم وقوي” ضد الحوثيين في اليمن، متهما إياهم بشن “حملة قرصنة وعنف وإرهاب” استهدفت السفن والطائرات الأميركية والدولية.

ترامب يتوعد

وانتقد ترامب في منشور له على “تروث سوشيال” تعامل سلفه بايدن بشأن الحوثيين، واصفا إياه بأنه “ضعيف بشكل يرثى له”، مشيرا إلى أن هذا التراخي سمح للحوثيين بمواصلة هجماتهم.

وأضاف أنه لم تعبر أي سفينة تجارية أميركية قناة السويس أو البحر الأحمر أو خليج عدن بأمان منذ أكثر من عام، بينما تعرضت آخر سفينة حربية أميركية مرت عبر البحر الأحمر لهجمات حوثية متكررة قبل 4 أشهر.

وأضاف ترامب أن هجمات الحوثيين، الذين وصفهم بـ”المجرمين المدعومين من إيران”، تسببت في خسائر بمليارات الدولارات للاقتصاد العالمي.

وحذّر ترامب الحوثيين قائلا إن وقتهم قد انتهى وهجماتهم يجب أن تتوقف فورا، وإذا لم تتوقف، فستنزل عليهم نيران جهنم كما لم يروا من قبل.

أما البيت الأبيض، فقال إن العمليات العسكرية ضد الحوثيين هدفها الدفاع عن مُعدات الشحن الأميركية في البحر الأحمر واستعادة حرية الملاحة الدولية.

وأضاف أن الأمن الاقتصادي والوطني كان يتعرض لهجوم من الحوثيين، وأن الرئيس ترامب يقف بوجه الإرهاب ويحمي التجارة الدولية ويسير نحو وضع حد لهجوم الحوثيين.

وذكر البيت الأبيض أن هجمات الحوثيين تسببت في تحويل مسارات 60% تقريبا من السفن المرتبطة بالاتحاد الأوروبي إلى أفريقيا بدلا من البحر الأحمر، وأن هجمات الحوثيين على الشحن البحري منذ عام 2023 تسببت في تأثير سلبي مستمر على التجارة العالمية والأمن الاقتصادي الأميركي.

وشدد البيان على أن الحوثيين هاجموا وهددوا أفرادا أميركيين في الخارج وحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، وأن الهجمات ضد الحوثيين تهدف إلى ردع التهديدات المعادية للمصالح الأميركية.

الحوثيون ينددون

من جانبه، ندد المكتب السياسي لجماعة أنصار الله بالغارات وقال إن هذا العدوان الأميركي البريطاني استهدف أحياء سكنية، وأدى إلى ارتقاء عدد من الشهداء والجرحى من المدنيين.

وأكد بيان أنصار الله أن هذا الاستهداف لن يمر دون رد، وأن قواتهم على أتم الجاهزية لمواجهة التصعيد بالتصعيد.

وذكر البيان أن هذه الغارات لن تثني الشعب اليمني عن الاستمرار في دعم فلسطين بإسناد أهل غزة ومقاومتها.

في السياق ذاته، دانت الخارجية الإيرانية الغارات واعتبرتها انتهاكا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مؤكدة على مسؤولية الأمم المتحدة ومجلس الأمن في مواجهة الانتهاكات والتهديدات للسلم والأمن الدوليين.

وأضافت أن الهجوم الأميركي البريطاني على الشعب اليمني متسق مع استمرار دعم واشنطن ولندن لإبادة الشعب الفلسطيني.

بدورها، ذكرت الخارجية الروسية أن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أبلغ نظيره الروسي سيرغي لافروف هاتفيا بقرار إطلاق عملية عسكرية ضد الحوثيين في اليمن.

ولفتت الخارجية الروسية إلى أن لافروف أكد خلال المحادثة الهاتفية مع روبيو على ضرورة إنهاء استخدام القوة ضد الحوثيين على الفور، مشددا على “أهمية مشاركة كل الأطراف في حوار سياسي من أجل التوصل إلى حل يمنع المزيد من إراقة الدماء”.

شاركها.