وقعت فرنسا وألمانيا وإيطاليا وبولندا خطاب نوايا -أمس الخميس- لتطوير صواريخ كروز تطلق من الأرض ويزيد مداها على 500 كيلومتر لسد فجوة في الترسانات الأوروبية، وتقول هذه الدول إن الحرب الروسية في أوكرانيا كشفتها.

وقالت وزارة الدفاع الفرنسية إن الوثيقة -التي وقّعها وزراء الدفاع بالدول الأربع على هامش قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في واشنطن- تتيح إجراءات “تعاون ترمي إلى تعزيز قدراتنا العسكرية وتطوير القاعدة الصناعية والدفاعية الأوروبية”. وفتحت الوزارة الباب أمام شركاء آخرين “للانضمام إلى المبادرة”.

من جهته، ذكر وزير الدفاع الفرنسي سيباستيان ليكورنو إنّ الصاروخ الجديد هدفه الردع، وأضاف “هذا الأمر ذو قيمة، بما في ذلك على صعيد الميزانية، لأنّه يسمح بخفض التكاليف المختلفة، ذلك أنّ الفكرة هي إتاحة (هذه المبادرة) على أوسع نطاق ممكن”.

وجاء التوقيع على الوثيقة بعد يوم من إعلان الولايات المتحدة وألمانيا أنهما ستبدآن نشر صواريخ أميركية بعيدة المدى على الأراضي الألمانية عام 2026، بما في ذلك صواريخ “إس إم 6″ و”توماهوك” وأسلحة فرط صوتية.

وتندد موسكو بنشر الصواريخ وتعتبره “تهديدا خطيرا للغاية” لأمنها القومي.

وشهدت صواريخ كروز -التي يصل مداها عدة مئات من الكيلومترات- انتعاشا منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022.

وتشمل مخزونات أوروبا الحالية من صواريخ كروز أسلحة تطلقها طائرات مقاتلة مثل صواريخ ستورم شادو البريطانية، سكالب الفرنسية، توروس الألمانية التي يصل مداها إلى نحو 500 كيلومتر.

قمة الناتو في واشنطن (الفرنسية)

ارتفاع منخفض

وعلى عكس الصواريخ الباليستية، تشق صواريخ كروز السماء على ارتفاع منخفض مما يجعل اكتشافها صعبا على أجهزة الرادار.

وقال مصدر عسكري إن الهدف من الخطة الجديدة هو أن يصل مدى الصاروخ المنطلق من الأرض إلى ما بين 1000 و2000 كيلومتر لتلبية طلب حلف الناتو على مثل هذه القدرة.

ويعني تطوير صاروخ يتجاوز مداه 500 كيلومتر أن الحلفاء الأوروبيين بالناتو سيعيدون فئة من الأسلحة كانت محظورة بموجب معاهدة القوات النووية متوسطة المدى حتى عام 2019.

وقد حظرت المعاهدة الموقعة عام 1987 الصواريخ النووية والتقليدية التي تطلق من الأرض، ويتراوح مداها بين 500 و5500 كيلومتر.

وتخلصت ألمانيا والمجر وبولندا والتشيك من صواريخها في التسعينيات، وتبعتها لاحقا سلوفاكيا وبلغاريا.

وانسحبت الولايات المتحدة من معاهدة القوات النووية متوسطة المدى عام 2019، وقالت إن موسكو تنتهك المعاهدة وأرجعت ذلك لتطوير روسيا صاروخ “كروز 9 إم 729” الذي يُطلق من الأرض والمعروف لدى حلف الناتو باسم “إس إس سي 8”. وقد نفت روسيا تلك الاتهامات.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -الشهر الماضي- إن بلاده يجب أن تستأنف إنتاج الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ذات القدرات النووية بعد أن نشرت الولايات المتحدة صواريخ مماثلة بأوروبا وآسيا.

شاركها.