أعلنت مؤسسة مصممي الأزياء الأمريكية (CFDA) حظر استخدام الفرو في عروض أسبوع الموضة في نيويورك ابتداءً من سبتمبر 2026، في خطوة تهدف إلى تعزيز الرفق بالحيوان وتشجيع الابتكار في المواد البديلة. يأتي هذا القرار بعد ضغوط متزايدة من منظمات حقوق الحيوان وتوجه عالمي نحو الاستدامة في صناعة الأزياء.

حظر الفرو في أسبوع الموضة بنيويورك: تفاصيل وتداعيات

سيبدأ تطبيق الحظر بشكل كامل في عروض خريف/شتاء 2026، مما يمنح المصممين الوقت الكافي للتكيف وإيجاد بدائل مناسبة. ويعني هذا القرار أن عرض أزياء فبراير القادم سيكون آخر عرض يسمح بعرض تصاميم تحتوي على الفرو. ويشمل الحظر الفرو المستخرج من الحيوانات التي تربى أو تصطاد خصيصًا من أجل جلودها، مثل المنك والثعلب والأرنب والكاراكول والتشينشيلا والقيوط وكلب الراكون.

استثناءات للمجتمعات الأصلية

ومع ذلك، هناك استثناء لهذه القاعدة يتعلق بالمواد التي يتم الحصول عليها من قبل المجتمعات الأصلية من خلال ممارسات الصيد التقليدية لأغراض الاستدامة. وقد دافع فنانون من السكان الأصليين في أمريكا الشمالية عن استخدامهم للفرو، مؤكدين أنه جزء من ثقافتهم وتقاليدهم، وأنهم يتعاملون مع الحيوانات باحترام وتقدير.

تأثير متزايد للرفق بالحيوان في صناعة الأزياء

لم يكن الفرو حاضرًا بقوة في عروض أسبوع الموضة في نيويورك في السنوات الأخيرة. فقد اتخذت العديد من العلامات التجارية الكبرى بالفعل خطوات نحو التخلص من الفرو، مثل شانيل التي تخلت عن الفرو والخامات الغريبة في عام 2018، ومارك جاكوبس الذي أعلن عن التخلي عن الفرو في عام 2024 بعد حملة احتجاجية. بالإضافة إلى ذلك، قامت علامات تجارية أخرى مثل كوتش ومايكل كورس ومجموعة برادا ومجموعة أرماني بتقليل استخدام الفرو تدريجيًا منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

مبادرات عالمية نحو الاستدامة

يتماشى هذا القرار مع الاتجاه العالمي المتزايد نحو الاستدامة والرفق بالحيوان في صناعة الأزياء. فقد حظر أسبوع الموضة في لندن استخدام الفرو في عام 2023، كما حظرت أسابيع الموضة في كوبنهاغن وبرلين وستوكهولم وأمستردام وهلسنكي وملبورن استخدام الفرو. كما أن مجلة “Vogue” ومجلات أخرى تابعة لـ Condé Nast قد حظرت استخدام الفرو في المحتوى التحريري والإعلاني.

دور منظمات المجتمع المدني

تم اتخاذ هذا القرار بالشراكة مع منظمة Humane World for Animals و Collective Fashion Justice. وتأمل Emma Håkansson، المديرة المؤسسة لـ Collective Fashion Justice، أن يشجع هذا الإجراء أسابيع الموضة في ميلانو وباريس على اتباع الخطوة نفسها. وتشير التقارير إلى أن أسابيع الموضة الأخرى تتجه نحو حظر الجلود الغريبة أيضًا.

الابتكار في المواد البديلة

يهدف هذا الحظر إلى تشجيع المصممين على استكشاف مواد بديلة أكثر استدامة وأخلاقية. وتدعم مؤسسة CFDA المصممين خلال هذه الفترة الانتقالية من خلال توفير الموارد والمعلومات حول البدائل المتاحة. وتشير التوقعات إلى زيادة الطلب على المواد المستدامة والتقنيات المبتكرة في صناعة الأزياء.

من المتوقع أن تستمر صناعة الأزياء في التطور نحو ممارسات أكثر استدامة وأخلاقية. وستراقب الأوساط المهنية عن كثب رد فعل المصممين والعلامات التجارية على هذا الحظر، وكيف سيؤثر ذلك على اتجاهات الموضة في المستقبل. يبقى أن نرى ما إذا كانت أسابيع الموضة في ميلانو وباريس ستتبع هذا النهج، وما هي الخطوات الأخرى التي ستتخذها الصناعة لتعزيز الرفق بالحيوان والاستدامة.

شاركها.