عاد المواطن الأمريكي الإسرائيلي إيدان ألكسندر، الذي أُطلق سراحه من قطاع غزة في مايو بعد احتجازه لمدة 584 يومًا، لارتداء زي قوات الدفاع الإسرائيلية (IDF) واستعدامه للقتال ضد حماس. ويأتي هذا التحول الدراماتيكي بعد فترة من الأسر القاسي، حيث يهدف ألكسندر إلى استخدام تجربته ومعرفته لمواجهة الجماعة المسلحة. ويعكس قرار ألكسندر بالإلتحاق مرة أخرى بالخدمة العسكرية عزمًا راسخًا على المساهمة في أمن إسرائيل، ويثير تساؤلات حول التأثير النفسي والجسدي للأسر على الرهائن السابقين.
عودة إيدان ألكسندر إلى الجيش الإسرائيلي: قصة صمود ومقاومة
تحدث ألكسندر، وهو من ولاية نيوجيرسي، أمام حشد ضم أكثر من 1000 قس مسيحي وقائد شاب ومعلم ومؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي، خلال قمة “سفير” التي استمرت أسبوعًا في إسرائيل، وفقًا لصحيفة “القدس”. وأعرب عن إصراره على استغلال تجربته في الأسر لخدمة بلاده. وأكد ألكسندر أنه مستعد لتقاسم المعلومات التي جمعها عن حماس خلال فترة الأسر مع قوات الدفاع الإسرائيلية.
وفي حديثه في موقع مجزرة مهرجان نوفا الموسيقي، قال ألكسندر: “أعرف اللغة، أعرف ثقافتهم، أعرف الكثير من الأشياء عن هؤلاء الشياطين. لم يكن هناك أي طريقة لكي أضع هذه التجربة جانبًا، بل يجب أن أستغلها وأعيد الاعتبار لما حدث”. وأضاف: “أردت أن يراني (حماس) أنني لن أنكسر، وأنني سأرد لهم الجميل. هل أضفتم إلى حياتي جحيمًا؟ سأضفي عليكم جحيمًا.”
ظروف الإفراج والوضع الصحي للرهائن السابقين
أفادت تقارير إعلامية بتفاصيل حول الظروف الصحية الصعبة التي عانى منها الرهائن الإسرائيليون السابقون أثناء احتجازهم في غزة. يواجه العديد منهم تحديات جسدية ونفسية كبيرة تتطلب علاجًا ورعاية مستمرة. استقبل ألكسندر وزملاؤه من الرهائن السابقين، وهم إميلي داماري، وتال شوهام، وموران ستيلا يناي، وأفيفا وكيث سيجل، “جائزة أنا هنا” من مايك إيفانز، مؤسس متحف “أصدقاء صهيون” في القدس، وهو أحد الجهات المنظمة للقمة. ويشير هذا التكريم إلى الاعتراف بتضحياتهم وقدرتهم على الصمود.
في سبتمبر الماضي، أعلن ألكسندر في مناسبة لـ “أصدقاء الجيش الإسرائيلي” عن نيته العودة إلى الخدمة العسكرية. وأكد أن الـ 584 يومًا التي قضاها في الأسر كانت “أصعب أيام حياته، أيام صراع وألم وفراق عن عائلتي”، حسبما ذكرت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.
قرار ألكسندر بالعودة إلى الخدمة ليس مجرد تعبير عن الولاء لإسرائيل، بل هو أيضًا بمثابة رسالة قوية إلى حماس مفادها أنهم لم يتمكنوا من كسر إرادته. يعكس هذا التحول الإرادة القوية للرهائن السابقين في استعادة حياتهم والمساهمة في بناء مستقبل أكثر أمانًا لإسرائيل.
الأبعاد الأوسع لعودة ألكسندر
تأتي عودة ألكسندر في سياق تصاعد التوترات الإقليمية وتصميم إسرائيل على القضاء على حماس. وتعتبر قصته مصدر إلهام للكثيرين، وتؤكد على أهمية التضامن الدولي مع إسرائيل ودعم جهودها في مكافحة الإرهاب. و تم استقبال ألكسندر من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في ذكرى هجمات السابع من أكتوبر.
تعزز عودة ألكسندر وتصميمه على استعادة حياته والمساهمة في أمن بلاده، من أهمية الدعم النفسي والاجتماعي للرهائن السابقين وعائلاتهم. كما تبرز الحاجة إلى جهود دولية متواصلة لتأمين إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة. إن مصير هؤلاء الرهائن يظل مصدر قلق بالغ للمجتمع الدولي.
في الوقت الحالي، من المتوقع أن يبدأ ألكسندر تدريبه العسكري قريبًا، وأن يتم دمجه في وحدة قتالية في أقرب وقت ممكن. ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من عدم اليقين بشأن التحديات التي قد يواجهها في التكيف مع الحياة العسكرية بعد تجربته القاسية في الأسر. سيراقب المراقبون عن كثب تطورات الوضع، وكذلك الاستجابات المحتملة من حماس لقرار ألكسندر بالعودة إلى القتال.






