اعلنت “يونيسف” عن تصاعد خطير في معدلات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في ولايات دارفور بالسودان، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 46% خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري، مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، في ظل استمرار النزاع المسلح وتدهور الأوضاع الإنسانية في الإقليم، و ذلك وفقا لموقع اخبار السودان.

وشهدت ولاية شمال دارفور وحدها إدخال أكثر من 40 ألف طفل لتلقي العلاج من سوء التغذية الحاد، وهو ضعف العدد المسجل في نفس الفترة من عام 2024، ما يعكس حجم الأزمة المتفاقمة في المناطق المتأثرة بالنزاع. 

وأشارت المنظمة إلى أن 9 من أصل 13 منطقة بدارفور تجاوزت مستويات الطوارئ المعتمدة لدى منظمة الصحة العالمية، ما يُنذر باقتراب بعض المناطق من عتبة المجاعة، و ذلك وفقًا لتقارير صادرة الجمعة.

وقال ممثل يونيسف في السودان، شيلدون يت، إن الأطفال في دارفور “يعانون من الجوع بسبب النزاع، ويحرمون من المساعدات التي يمكن أن تنقذهم”، محذرًا من تفاقم الأزمة مع دخول البلاد ذروة موسم الجفاف، الذي يُضاعف من خطر وفيات الأطفال الجماعية في المناطق المتضررة.

ولا تقتصر الأزمة على دارفور، إذ سجلت المنظمة ارتفاعات مقلقة في حالات سوء التغذية الحاد في ولايات أخرى، أبرزها شمال كردفان بنسبة تفوق 70%، والخرطوم بنسبة 174%، بينما شهدت ولاية الجزيرة قفزة غير مسبوقة بلغت 683%، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى تحسن نسبي في الوضع الأمني وإمكانية الوصول إلى المرافق الصحية في بعض المناطق.

ودعت يونيسف جميع الأطراف إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق، مطالبة المجتمع الدولي بتوفير 200 مليون دولار إضافية لتوسيع خدمات التغذية الأساسية، بما في ذلك علاج سوء التغذية الحاد الوخيم، الذي يُعد من أخطر أشكال سوء التغذية ويُعرض حياة الأطفال للخطر في حال عدم تلقي الرعاية الملائمة.
 

شاركها.