تواجه زوجان كنديّان شابّان معضلة مالية بعد تلقيهما هدية قيمة: سيارة جيب رانجلر موديل 2023 تزيد قيمتها عن 50 ألف دولار كندي. الزوجان، اللذان يعيشان بدون ديون بدخل متواضع يبلغ 35 ألف دولار كندي سنويًا، يترددان بين الاحتفاظ بالسيارة أو بيعها لتعزيز صندوقهما الخاص بشراء منزل. هذه القضية تثير نقاشًا حول إدارة الهدايا المالية وكيفية مواءمتها مع الأهداف المالية طويلة الأجل.
القرار الصعب: بيع سيارة جيب رانجلر أم الاحتفاظ بها؟
بدأت القصة عندما اتصل الزوج، سكوت، من مدينة إدمونتون في مقاطعة ألبرتا، ببرنامج “The Ramsey Show” للحصول على نصيحة مالية. يعمل سكوت كمتدرب في مجال السباكة بينما تعتني زوجته بابنهما البالغ من العمر خمسة أشهر. الزوجان يستأجران منزلًا ويدخران من أجل دفعة أولى لشراء منزل خاص بهما.
السيارة، وهي جيب رانجلر موديل 2023، كانت هدية كريمة من صديق عائلي يبلغ من العمر 96 عامًا، والذي ورثها بدوره عن صديق متوفى. سكوت وزوجته يقدران هذه الهدية، لكنهما قلقان بشأن تأثيرها على خططهما الادخارية.
نصيحة الخبراء الماليين
لم يتردد الخبير المالي ديف رامزي في تقديم نصيحته: بيع السيارة. وأوضح أنه باستثناء الاعتبارات المعنوية، فإن بيع السيارة وشراء سيارة أخرى أقل تكلفة بقيمة 20 ألف دولار كندي، سيسمح لهما بإضافة 30 ألف دولار كندي إلى مدخراتهما. هذه النصيحة تتماشى مع مبادئ التخطيط المالي التي تركز على تحديد الأولويات وتخصيص الموارد بكفاءة.
ومع ذلك، أثار سكوت جانبًا عاطفيًا معقدًا في الهدية. اعتقد أن الرجل المسن لن يكون قد قدم لهما السيارة إذا كان يعلم أنهما سيبيعانها. الرجل كان صديقًا لوالد سكوت، ووالده يميل أكثر نحو الاحتفاظ بالسيارة واستخدامها لمدة 15 عامًا القادمة. هذا يعكس التحدي الشائع في التعامل مع الهدايا ذات القيمة الكبيرة، خاصة عندما تكون هناك ارتباطات عاطفية قوية.
شارك جون ديلوني، المضيف المشارك في البرنامج، في النقاش، وأضاف لمسة من الفكاهة. أشار إلى أن الاعتماد على سيارة جيب رانجلر لمدة 15 عامًا قد يكون أمرًا متفائلًا للغاية، نظرًا لسمعتها من حيث الصيانة والتكاليف. هذه الملاحظة تسلط الضوء على التكاليف الخفية المحتملة المرتبطة بامتلاك سيارة فاخرة.
الموازنة بين القيمة المادية والمعنوية
أوصى رامزي بأن يجتمع الزوجان بالرجل المسن شخصيًا لإجراء محادثة صريحة. واقترح أن يقولا له: “لدينا أطفال صغار وزوجة، ونحن بحاجة إلى منزل أكثر من حاجتنا إلى سيارة. هذه الهدية رائعة، وأريد أن أكرمك وأشكرك عليها.” ثم، يطلبان مباركته لبيع السيارة. هذه الخطوة تظهر الاحترام والتقدير للمانح، مع السماح للزوجين باتخاذ قرار مالي مستنير.
أضاف ديلوني أن أحد أكثر الأشياء قيمة التي يمكن للشاب أن يطلبها من شخص أكبر سنًا هو “هل يمكنني الحصول على حكمتك في هذا الأمر؟”. هذا يعكس أهمية طلب المشورة من ذوي الخبرة في اتخاذ القرارات المصيرية.
شدد رامزي أيضًا على أن الهدية لا ينبغي أن تأتي مع توقعات. “الهدية التي تحمل هذا القدر من الشروط ليست هدية حقيقية”، كما قال. هذه النقطة مهمة لأنها تؤكد على أهمية النية الصافية في تقديم الهدايا، وتجنب أي ضغوط أو التزامات غير ضرورية.
تعتبر هذه الحالة مثالًا جيدًا على التحديات التي تواجهها الأسر الشابة في إدارة مواردهم المالية. فالقرار بين الاستمتاع بامتلاك سيارة فاخرة وتحقيق هدف شراء منزل يتطلب دراسة متأنية للأولويات والقيم الشخصية. كما أن التواصل المفتوح والصادق مع الأطراف المعنية، مثل المانح وأفراد الأسرة، أمر بالغ الأهمية للوصول إلى حل يرضي الجميع.
من المتوقع أن يجتمع سكوت وزوجته بالصديق العائلي لمناقشة الأمر في الأيام القليلة القادمة. سيكون رد فعل الرجل المسن حاسمًا في تحديد مسار العمل الذي سيسلكه الزوجان. من غير الواضح ما إذا كان سيوافق على بيع السيارة، أو ما إذا كان سيقترحون حلولًا بديلة. سيكون من المثير للاهتمام متابعة هذه القصة لمعرفة كيف سيتعامل الزوجان مع هذا الموقف المالي والعاطفي المعقد.





