أكد المخرج جون إم. تشو، المعروف بإخراجه فيلم “Wicked: For Good”، على أهمية التسويق الفيروسي والتفاعل المباشر مع الجمهور خلال عملية الإنتاج السينمائي. جاءت تصريحاته خلال فعالية “Big Interview” التي نظمتها مجلة “WIRED” في سان فرانسيسكو، حيث أوضح أن تجربته مع فنانين مثل جاستن بيبر علمته قيمة بناء علاقات قوية مع المعجبين عبر الإنترنت. هذا النهج في التسويق الفيروسي أصبح جزءًا أساسيًا من استراتيجيات الترويج للأفلام الحديثة.
وأشار تشو إلى أن العمل مع بيبر في فيلمه الوثائقي “Never Say Never” في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كشف له عن قوة وسائل التواصل الاجتماعي في الترويج للأعمال الفنية. فقد استخدم بيبر حسابه على تويتر لتعريف جمهوره بالمخرج، مما أدى إلى زيادة هائلة في عدد المتابعين بشكل فوري. هذه التجربة أكدت له أن بناء قصة الفيلم يبدأ قبل التصوير وينتهي بعده.
أهمية التسويق الفيروسي في صناعة السينما الحديثة
يرى تشو أن نجاح فيلم “Wicked” يعود جزئيًا إلى هذا التفاعل المستمر مع الجمهور، والذي تم تعزيزه من خلال العلاقات التي بناها الممثلون الرئيسيون، مثل أريانا غراندي وسينثيا إيريفو، خلال فترة التصوير. هذه العلاقات لم تكن مجرد صداقات، بل كانت نتيجة للضغط الهائل الذي واجهه فريق العمل لتقديم عمل ناجح ومربح.
تأثير وسائل التواصل الاجتماعي على الترويج للأفلام
أصبح التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أداة لا غنى عنها لشركات الإنتاج السينمائي. فهو يسمح لها بالوصول إلى جمهور واسع بتكلفة أقل مقارنة بالطرق التقليدية للإعلان. بالإضافة إلى ذلك، يتيح هذا النوع من التسويق تفاعلًا مباشرًا مع الجمهور، مما يساعد على بناء قاعدة جماهيرية مخلصة للفيلم.
وذكر تشو أن هذه التجربة جعلته يدرك أن “القصة تُروى قبل أن تبدأ التصوير، وبعد انتهاء الفيلم يجب عليك الاستمرار في سرد تلك القصة”. وهذا ما انعكس على حملات التسويق والترويج لفيلم “Wicked”، التي ركزت بشكل كبير على العلاقات التي نشأت بين الممثلين خلال التصوير.
بالإضافة إلى ذلك، كشف تشو عن تأثير البيئة التقنية في منطقة خليج سان فرانسيسكو على بداياته في عالم السينما. في التسعينيات، كان المراهقون المهتمون بالسينما يتلقون دعمًا سخيًا من العاملين في مجال التكنولوجيا، الذين كانوا يقدمون لهم أجهزة الكمبيوتر وبطاقات الفيديو والبرامج اللازمة. هذا الدعم ساعد تشو على اكتساب ميزة تنافسية على زملائه في الجامعة.
وفيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، أعرب تشو عن انفتاحه على استكشاف إمكاناته في مجال صناعة الأفلام. فهو يرى أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية لجمع وتحليل المعلومات، مما يساعد على تحسين عملية اتخاذ القرار. ومع ذلك، أكد أيضًا على أهمية الإبداع البشري والقدرة على الارتجال، خاصة عند العمل على مشاريع تتطلب مستوى عالٍ من التفاصيل والابتكار.
على النقيض من ذلك، يرى تشو أن فيلم “Wicked” استفاد من استخدام الديكورات العملية والاعتماد على الممثلين في الارتجال، بدلاً من كتابة كل حوار وحركة كاميرا وتفاصيل الشخصيات مسبقًا. هذا النهج سمح لفريق العمل بتقديم أداء أكثر طبيعية وعفوية، مما أضاف إلى جاذبية الفيلم.
يُذكر أن الترويج للأفلام لم يعد يقتصر على الإعلانات التقليدية، بل أصبح يعتمد بشكل كبير على التسويق الرقمي ووسائل التواصل الاجتماعي. وتشير التقارير إلى أن الأفلام التي تنجح في بناء قاعدة جماهيرية قوية عبر الإنترنت تكون أكثر عرضة لتحقيق نجاح تجاري كبير. كما أن استخدام المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يلعب دورًا حاسمًا في زيادة الوعي بالفيلم وتشجيع الجمهور على مشاهدته.
الآن، مع اقتراب موعد إطلاق فيلم “Wicked: Part Two”، من المتوقع أن تستمر شركة الإنتاج في الاعتماد على استراتيجيات التسويق الفيروسي والتفاعل مع الجمهور. ومع ذلك، لا يزال من غير الواضح كيف ستتطور هذه الاستراتيجيات في ظل التغيرات السريعة التي يشهدها عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي. من المهم مراقبة ردود فعل الجمهور وتقييم فعالية الحملات التسويقية المختلفة، من أجل تحقيق أقصى استفادة من هذه الأدوات القوية.
من الجدير بالذكر أن صناعة السينما تواجه تحديات متزايدة في جذب الجمهور إلى دور العرض، في ظل انتشار خدمات البث الرقمي. لذلك، أصبح من الضروري على شركات الإنتاج أن تكون أكثر إبداعًا في استراتيجياتها التسويقية، وأن تقدم أفلامًا ذات جودة عالية تجذب الجمهور وتدفعه إلى مشاهدتها على الشاشة الكبيرة.






