أصدرت لجنة الأمن الداخلي والحكومي في مجلس الشيوخ الأمريكي طلبات للحصول على وثائق من عدة مراكز بحثية أكاديمية تركز على التطرف، تغطي سنوات من البيانات المتعلقة ببرامج القوائم السوداء الفيدرالية، وهجوم الكابيتول في 6 يناير 2021، ومتطلبات التطعيم، وانتخابات 2020، وأنصار ترامب. تأتي هذه الطلبات في إطار تحقيق أوسع نطاقًا حول ما إذا كانت الحكومة الفيدرالية تستخدم سلطاتها لمراقبة المعارضين السياسيين.

بدأ التحقيق بقيادة السيناتور راند بول، وأثار مخاوف بشأن تأثيره المحتمل على حرية البحث الأكاديمي في مجال دراسة التطرف السياسي. وفقًا لمصادر مطلعة، فإن هذه الإجراءات قد تهدف إلى ترهيب الباحثين الأكاديميين الذين يدرسون التطرف اليميني المتطرف.

تحقيق مجلس الشيوخ في برامج المراقبة والتطرف

تطلب لجنة مجلس الشيوخ وثائق من ثلاثة مراكز بحثية جامعية على الأقل خلال الشهرين الماضيين. تشمل هذه الوثائق جميع الاتصالات والتقارير والمذكرات والبيانات المتبادلة مع الموظفين الفيدراليين في الفترة من 1 يناير 2020 إلى 1 فبراير 2025. كما طلبت اللجنة معلومات حول برنامج “السكوت الهادئ” (Quiet Skies) وقائمة “عدم الطيران” (No Fly List) وقاعدة بيانات مكافحة الإرهاب التابعة لمكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI).

نطاق واسع من الاستفسارات

بالإضافة إلى ذلك، طلبت اللجنة تحديد جميع الموظفين الذين يحملون تصاريح أمنية فيدرالية، ومصادر التمويل الفيدرالي، والإجراءات الداخلية. الأهم من ذلك، أن اللجنة طلبت الكشف عن جميع رسائل البريد الإلكتروني الداخلية والخارجية المتعلقة بأكثر من 300 مصطلح بحثي.

تشمل هذه المصطلحات “فرض الكمامات”، و”أصول كوفيد-19″، و”أنصار ترامب أو حملة ترامب”، و”شرطة الكابيتول”، بالإضافة إلى أسماء شخصيات مثل مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق كاش باتيل، والمدعية العامة الأمريكية السابقة بام بوندي، ومسؤول في وزارة العدل إد مارتن، ومديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد. كما شملت المصطلحات “ناخب ترامب”، و”القبعة الحمراء”، و”التحريض على الفتنة”، و”صيادو التحريض”، ومجموعات ومنظمات يمينية متطرفة مثل “حراس القسم” (Oath Keepers) و”رجال البوغالو” (Boogaloo Boys).

مخاوف بشأن تضييق الخناق على البحث الأكاديمي

يعتقد مراقبون أن هذه الاستفسارات الواسعة النطاق تمثل محاولة مستهدفة لتقويض أو تثبيط البحث الأكاديمي حول الجماعات والأيديولوجيات والأفراد اليمينيين المتطرفين. ويرى البعض أن هذا التحقيق يمثل تحولًا في التركيز نحو استهداف الباحثين بدلاً من التركيز على مكافحة التطرف نفسه.

في المقابل، تشير المصادر إلى أن هناك عددًا قليلًا فقط من المصطلحات – “مناهضة الفاشية” و”حياة السود مهمة” – التي تبدو مرتبطة بالحركات أو الأيديولوجيات أو الجماعات المتطرفة اليسارية. وقد أثار هذا التفاوت مخاوف بشأن دوافع التحقيق.

تصنيف الجماعات المناهضة للفاشية

في وقت سابق من هذا الشهر، صنفت وزارة الخارجية الأمريكية أربع جماعات مناهضة للفاشية في ألمانيا واليونان وإيطاليا كمنظمات إرهابية أجنبية. وقد أثار هذا التصنيف مخاوف بشأن احتمال اتخاذ الولايات المتحدة إجراءات قمعية ضد المعارضة، وهو ما أشارت إليه بالفعل مذكرة الرئاسة الأمنية القومية رقم 7 وأمر رئاسي، اللذين استهدفا المعتقدات المناهضة للفاشية والمعارضة لعمليات مداهمة دائرة الهجرة والجمارك وانتقادات الرأسمالية والمسيحية كمؤشرات محتملة للإرهاب. هذه الإجراءات تثير تساؤلات حول تعريف الجريمة السياسية.

يرى خبراء أن هذا التحقيق قد يؤدي إلى تقليل التمويل المتاح للبحث في مجال التطرف، أو إلى جعل الباحثين أكثر حذرًا في نشر نتائجهم. قد يؤدي ذلك إلى إعاقة الجهود المبذولة لفهم أسباب التطرف وكيفية مكافحته بفعالية.

من المهم ملاحظة أن هذه القضية تأتي في سياق سياسي متزايد الاستقطاب في الولايات المتحدة، حيث تتزايد المخاوف بشأن العنف السياسي المتطرف. وتشير بعض التقارير إلى أن هناك زيادة في النشاط المتطرف اليميني المتطرف في السنوات الأخيرة.

من المتوقع أن تستمر لجنة مجلس الشيوخ في جمع الوثائق وإجراء المقابلات في الأسابيع والأشهر المقبلة. من غير الواضح متى ستصدر اللجنة تقريرًا عن نتائجها، أو ما إذا كانت ستوصي باتخاذ أي إجراءات تشريعية. سيكون من المهم مراقبة التطورات في هذا التحقيق لمعرفة ما إذا كان سيؤثر على حرية البحث الأكاديمي في مجال دراسة التطرف السياسي.

شاركها.