مع استمرار الهجمات الروسية على شبكة الطاقة الأوكرانية، حذر ماكسيم تيمتشنكو، الرئيس التنفيذي لشركة DTEK الأوكرانية للطاقة، من أن الوضع قد يتدهور أكثر خلال فصل الشتاء القادم، وأن ملايين الأوكرانيين قد يواجهون انقطاعًا في التيار الكهربائي. يأتي هذا التحذير بعد لقاء الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، حيث يُنظر إلى دور ترامب المحتمل في الضغط على روسيا للدخول في مفاوضات على أنه أمل وحيد لإنهاء الحرب المستمرة منذ أربع سنوات.
تدهور شبكة الطاقة الأوكرانية مع استمرار القصف الروسي
أكد تيمتشنكو أن الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة الأوكرانية ستستمر ما لم يتدخل ترامب بشكل حاسم. تعتبر شركة DTEK، وهي أكبر شركة طاقة خاصة في أوكرانيا، حجر الزاوية في إمدادات الطاقة للبلاد، وقد تعرضت منشآتها لقصف متكرر منذ بداية الغزو الروسي الشامل في عام 2022. وقبل ذلك، كانت الشركة تدير ثماني محطات طاقة حرارية، وتم احتلال ثلاث منها من قبل القوات الروسية.
ووفقًا لتيمتشنكو، فإن مستوى الدمار الذي لحق بالشبكة الأوكرانية غير مسبوق في التاريخ الحديث. وأضاف أن 90٪ من قدرة توليد الشركة قد تضررت أو دمرت في وقت ما، مما أدى إلى خسائر مباشرة تقدر بمئات الملايين من الدولارات، بالإضافة إلى خسائر في الإيرادات.
جهود الإصلاح والتحديات المستمرة
على الرغم من الدمار والخسائر الفادحة، نجحت شركة DTEK في إعادة توصيل الكهرباء لأكثر من 30 مليون منزل وعميل منذ عام 2022. ومع ذلك، يصف تيمتشنكو الوضع بأنه “وضع أزمة دائم”، حيث يتم تدمير المعدات باستمرار، وتتركز الجهود على استعادة إمدادات الطاقة بأسرع ما يمكن.
تشمل جهود الإصلاح استئناف حفر الغاز، ومواصلة بناء أكبر حديقة رياح في أوروبا الشرقية، وإنشاء نظام تخزين بطاريات كبير بالتعاون مع شركة Fluence الأمريكية. ومع ذلك، فإن هذه الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب استمرار القصف الروسي.
في أوديسا على سبيل المثال، تأثر حوالي 600 ألف شخص بانقطاعات التيار الكهربائي، حيث ظلت بعض الأحياء بدون كهرباء لأيام. وفي 26 ديسمبر، نفذت روسيا هجومًا واسع النطاق على كييف والمناطق المحيطة بها، مما أدى إلى انقطاع الكهرباء عن أكثر من مليون شخص في ظل درجات حرارة متجمدة.
تأثير انقطاع التيار الكهربائي على الحياة اليومية
أصبح الأوكرانيون معتادين على العيش بدون بعض الضروريات مثل الكهرباء، وفقًا لتيمتشنكو. خلال الهجوم الأخير على كييف، انقطع الماء والتدفئة بالإضافة إلى الكهرباء، حيث كانت درجة الحرارة تصل إلى -10 درجات مئوية. وأشار إلى أن الهجوم شمل صواريخ باليستية وصواريخ كاليبر، بالإضافة إلى 500 طائرة بدون طيار وأنواع أخرى من الصواريخ.
تعتبر الطاقة الكهربائية ضرورية للحياة الحديثة، وأكد تيمتشنكو على أهمية استمرار الدعم الدولي لأوكرانيا. وأضاف أن نظام الطاقة يمثل جوهر هذا الصراع، وأن أوكرانيا بحاجة إلى دعم عالمي مستمر لضمان استمرارية إمدادات الطاقة.
تعتمد أوكرانيا بشكل كبير على المساعدات الخارجية، بما في ذلك المعدات والمواد اللازمة لإصلاح البنية التحتية للطاقة. كما أن الدعم المالي ضروري لمساعدة الشركة على تغطية تكاليف الإصلاح والتعافي.
في الوقت الحالي، يراقب المراقبون عن كثب نتائج لقاء ترامب بزيلينسكي، وما إذا كان سيتمكن من لعب دور فعال في الضغط على روسيا لوقف الحرب. كما أنهم يتابعون تطورات الوضع على الأرض، وخاصة الهجمات الروسية على البنية التحتية للطاقة، وتقييم مدى تأثيرها على حياة المدنيين. من المتوقع أن يستمر الوضع في التدهور ما لم يتم التوصل إلى حل سياسي، وأن تتطلب أوكرانيا المزيد من الدعم الدولي لمواجهة التحديات المتزايدة.






