حذر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، إلى جانب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد تضطران إلى اتخاذ إجراءات عسكرية جديدة ضد إيران إذا استأنفت برنامجها النووي. يأتي هذا التحذير وسط تقارير متزايدة تشير إلى سعي طهران لتطوير رؤوس حربية كيميائية وبيولوجية لصواريخها الباليستية، مما يزيد من التوترات في المنطقة. هذا التطور يثير مخاوف بشأن مستقبل البرنامج النووي الإيراني واستقرار الشرق الأوسط.

تصعيد التوترات حول البرنامج النووي الإيراني

أدلى ترامب بهذه التصريحات خلال اجتماع في مار-آ-لاغو مع نتنياهو، مؤكداً أن الولايات المتحدة وإسرائيل قد “دمرتا” بالفعل البرنامج النووي الإيراني. وأضاف أن إيران ستكون “أكثر ذكاءً” إذا سعت إلى إبرام اتفاق، في إشارة إلى الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في عهد ترامب.

وفقًا لتقارير، فإن الاقتصاد الإيراني يعاني من صعوبات كبيرة، حيث انخفضت قيمة العملة إلى مستويات قياسية، مما أدى إلى احتجاجات وإضرابات من قبل التجار في طهران بسبب التضخم المتزايد. هذه الظروف الاقتصادية الصعبة قد تدفع إيران إلى اتخاذ خطوات أكثر جرأة في برنامجها النووي.

التهديد الكيميائي والبيولوجي

تزامنت تصريحات ترامب ونتنياهو مع تقرير نشرته قناة إيران إنترناشيونال، يفيد بأن الحرس الثوري الإيراني يسرع وتيرة العمل على حمولات غير تقليدية للصواريخ، بما في ذلك الخيارات الكيميائية والبيولوجية. واستند التقرير إلى مصادر عسكرية وأمنية لم يتم الكشف عن هويتها.

تنفي إيران سعيها لامتلاك أسلحة كيميائية أو بيولوجية، وتؤكد أن برنامجها الصاروخي هو برنامج دفاعي بحت. ومع ذلك، يرى محللون أن هذه التطورات تتناسب مع نمط أوسع من السلوك الإيراني.

يشير بهنام طالبلو، الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إلى أن استخدام إيران لأسلحة عنقودية في صراعها مع إسرائيل في مايو الماضي يمكن اعتباره “بروفة” لهجوم كيميائي محتمل. وأضاف أن تاريخ إيران في استخدام الأسلحة الكيميائية خلال الحرب العراقية الإيرانية في الثمانينيات، وتحويلها هذه الأسلحة إلى ليبيا، يثيران قلقًا بالغًا.

ردود الفعل المحتملة والسيناريوهات المستقبلية

أكد ترامب أنه سيدعم أي إجراء عسكري إضافي إسرائيلي ضد إيران إذا استمرت في تطوير برنامجها الصاروخي أو النووي. وقال: “إذا استمروا في الصواريخ – نعم”، و “بالنسبة للأسلحة النووية – بالتأكيد”.

فيما يتعلق بإمكانية دعم الإطاحة بالنظام الإيراني، رفض ترامب هذه الفكرة، لكنه أشار إلى الاضطرابات الداخلية في إيران. وأوضح أنه لا يمكنه التعليق على هذا الأمر، لكنه لفت الانتباه إلى التضخم الهائل والوضع الاقتصادي المتردي في البلاد، بالإضافة إلى القمع العنيف للاحتجاجات من قبل السلطات الإيرانية.

تأتي هذه التطورات في سياق جهود دولية متواصلة للحد من النشاط النووي الإيراني. الوضع الحالي معقد ويتطلب حذرًا شديدًا لتجنب أي تصعيد عسكري قد يكون له عواقب وخيمة على المنطقة والعالم.

بالإضافة إلى ذلك، يراقب المجتمع الدولي عن كثب التطورات الاقتصادية في إيران، والتي قد تؤثر على استقرار النظام السياسي.

تداعيات الاتفاق النووي

الانسحاب الأمريكي من الاتفاق النووي الإيراني في عام 2018 أدى إلى فرض عقوبات اقتصادية مشددة على إيران، مما ساهم في تدهور الأوضاع الاقتصادية. في المقابل، بدأت إيران في تقليل التزاماتها بموجب الاتفاق، مما أثار مخاوف بشأن عودتها إلى تخصيب اليورانيوم بمستويات أعلى.

تعتبر قضية البرنامج النووي الإيراني من القضايا الرئيسية التي تشغل بال القوى الكبرى، وتسعى إلى إيجاد حل دبلوماسي يضمن عدم امتلاك إيران لأسلحة نووية.

من المتوقع أن تشهد المنطقة المزيد من التوترات في الفترة القادمة، خاصة إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق جديد بشأن البرنامج النووي الإيراني. وستظل الولايات المتحدة وإسرائيل حريصتين على مراقبة الأنشطة الإيرانية واتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية مصالحهما الأمنية.

في الختام، يبقى مستقبل البرنامج النووي الإيراني غير واضحًا، مع وجود العديد من السيناريوهات المحتملة. سيكون من الضروري متابعة التطورات عن كثب، وتقييم المخاطر المحتملة، والعمل على إيجاد حلول دبلوماسية تضمن استقرار المنطقة.

شاركها.