عقد وزراء أوروبيون اجتماعًا، الأربعاء، ودعوا إلى زيادة الضغط على موسكو في أعقاب محادثات بين الولايات المتحدة وروسيا لم تشهد أي تنازلات من جانب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإنهاء الصراع في أوكرانيا. وتأتي هذه الدعوات في ظل تزايد المخاوف بشأن استمرار الحرب وتأثيراتها على الأمن الإقليمي والعالمي، مع التركيز على ضرورة دعم أوكرانيا وتعزيز القيود المفروضة على روسيا، بما في ذلك الإيرادات النفطية والغازية. هذا التطور يضع أوروبا في موقف حرج يتطلب تنسيقًا دقيقًا في السياسات.
تصاعد التوتر وتأكيد على دعم أوكرانيا
أعربت السويد وليتوانيا وفنلندا وإستونيا عن قلقها العميق إزاء عدم إحراز أي تقدم في المحادثات بين الولايات المتحدة وروسيا. صرحت وزيرة الخارجية السويدية ماريا مالمر ستينغارد بأنها ستستمر في الاعتقاد بأن روسيا لا تريد السلام ما لم ترَ أي دليل على العكس، مشددة على ضرورة زيادة الدعم لأوكرانيا وزيادة الضغط على روسيا، خاصةً من خلال استهداف إيراداتها من النفط والغاز.
أكد وزير الخارجية الليتواني كستوتيس بودريس على أن الولايات المتحدة تبذل جهودًا دبلوماسية لتحقيق سلام دائم، لكن موقف روسيا لم يتغير على الإطلاق خلال الأشهر الستة الماضية. وأضاف أن روسيا ليست مهتمة بوقف إطلاق النار أو اتفاق سلام، مما يستدعي الاستعداد المالي لمواصلة دعم أوكرانيا في العام المقبل.
محادثات أمريكية روسية ومخاوف أوروبية
عقدت هذه المحادثات بعد تسريب مقترح لخطة سلام بين واشنطن وموسكو أثارت صدمة في أوكرانيا وأوروبا بسبب ميلها الكبير لصالح روسيا. وقد أجرى مفاوضون أوكرانيون أيضًا محادثات مع المبعوث الخاص لدونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وابنه جاريد كوشنر، بهدف تحسين الخطة قبل الاجتماع في موسكو.
ذكرت وكالة الأنباء الرسمية الروسية (تاس) أن المحادثات كانت “بناءة”، لكن وزراء الخارجية الأوروبيين أعربوا عن شكوكهم في هذا التقييم. ويرون أن بوتين يتبع تكتيك المماطلة المعتاد.
أشار وزير الخارجية الفنلندي، إلينا فالتونين، إلى أنه لم يتم رؤية أي تنازلات من جانب روسيا حتى الآن. كما اتفق وزير الخارجية الإستوني، مارغوس تساهكنا، على هذا الرأي، مؤكدًا أن أهداف بوتين لم تتغير، وأن الضغط على أوكرانيا ليس هو الحل، بل يجب زيادة الضغط على روسيا.
جدل حول تجميد الأصول الروسية
يدعم كل من فنلندا وليتوانيا وإستونيا استخدام ما يقرب من 200 مليار يورو من الأصول المجمدة للبنك المركزي الروسي لإنشاء ما يسمى بقرض “التعويضات” لتمويل أوكرانيا للعامين المقبلين.
ومع ذلك، تواجه هذه المبادرة، التي طرحتها المفوضية الأوروبية، اعتراضات من بلجيكا، حيث يتم الاحتفاظ بمعظم هذه الأصول. ويصف وزير الخارجية البلجيكي، ماكسيم بريفو، هذا القرض بأنه “الخيار الأسوأ” على الطاولة، نظرًا للمخاطر الاقتصادية والمالية والقانونية الكبيرة التي قد تنجم عنه.
وأضاف بريفو أن بلجيكا لا تسعى إلى إثارة غضب شركائها أو أوكرانيا، بل تسعى ببساطة إلى تجنب العواقب الوخيمة المحتملة على دولة عضو يُطلب منها إظهار التضامن دون أن يتم تقديم نفس التضامن لها في المقابل. هذا الجدل حول الأصول الروسية يعكس الانقسامات داخل الاتحاد الأوروبي حول أفضل طريقة للتعامل مع الأزمة.
من المتوقع أن تصدر المفوضية الأوروبية مقترحها القانوني بشأن خيارات تمويل احتياجات أوكرانيا، بما في ذلك قرض التعويضات، في وقت لاحق اليوم.
في الختام، لا تزال آفاق السلام في أوكرانيا غير واضحة، مع استمرار روسيا في رفض تقديم أي تنازلات. من المرجح أن يستمر الاتحاد الأوروبي في مناقشة طرق زيادة الضغط على موسكو ودعم كييف، مع التركيز بشكل خاص على مسألة الأصول الروسية المجمدة. سيكون من المهم مراقبة رد فعل روسيا على أي إجراءات جديدة تتخذها أوروبا والولايات المتحدة، بالإضافة إلى التطورات على ساحة المعركة في أوكرانيا.






