تشهد الأسواق المالية تفاؤلاً متزايداً بشأن أداء سوق الأسهم بحلول عام 2026، بعد أن سجل مؤشرا S&P 500 و Dow Jones مستويات قياسية جديدة في نفس الأسبوع الذي خفض فيه الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة. يعزز هذا الزخم تعليقات رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، والتي جاءت أقل تشدداً مما كان متوقعاً خلال المؤتمر الصحفي الذي أعقب اجتماع السياسة النقدية.

توقعات صعودية لسوق الأسهم في ظل سياسات نقدية ومالية مرنة

أظهرت بيانات اقتصادية حديثة مراجعة صعودية للناتج المحلي الإجمالي الأمريكي، حيث من المتوقع أن يبلغ النمو 2.3% في عام 2026. هذا التعديل يشير إلى إمكانية تحقيق المزيد من الإيرادات، وزيادة هوامش الربح، ونمو الأرباح للشركات. وقد أدت هذه التوقعات إلى ارتفاع الأهداف السعرية المتفائلة من قبل المحللين في وول ستريت.

يرى استراتيجيون مخضرمون، مثل إد يارديني، أن مؤشر S&P 500 قد يصل إلى 7700 نقطة، مع رفع احتمالية سيناريو “عقد العشرينات المزدهر” إلى 60%، وذلك بسبب الفوائد الضريبية المتوقعة من التشريعات الجديدة والازدهار التكنولوجي المدفوع بالذكاء الاصطناعي. وبالمثل، حدد بنك أوبنهايمر هدفاً لعام 2026 عند 8100 نقطة لمؤشر S&P 500، معتبراً التحول في السياسات النقدية والمالية محركاً رئيسياً للنمو في الأرباح.

تأثير قرارات الفيدرالي على الاقتصاد والاستثمار

أشار جون ستولتزفوس، كبير استراتيجيي السوق في أوبنهايمر، إلى أن هذه التطورات ستكون إيجابية للشركات والمستهلكين على حد سواء، وستنعكس على أداء الأسهم. وبالمثل، أعرب بنك UBS عن تفاؤله، حيث حدد هدفاً بحلول ديسمبر 2026 عند 7700 نقطة، مستشهداً بالنمو الاقتصادي المرن، وخفض أسعار الفائدة من قبل الفيدرالي، والازدهار في الاستثمار في مجال الذكاء الاصطناعي.

يتوقع محللو جولدمان ساكس نمو أرباح مؤشر S&P 500 بنسبة تزيد عن 12% في عام 2026، مقارنة بتوقعات السوق البالغة 14%. في الوقت الحالي، تمثل أكبر سبع شركات في المؤشر – بما في ذلك Nvidia و Apple و Microsoft – حوالي ربع أرباح المؤشر. لكن جولدمان ساكس يتوقع توسع نطاق المشاركة في هذا النمو.

أوضح بن سنايدر من جولدمان ساكس أن الرياح الاقتصادية المواتية، مثل تسارع النمو الاقتصادي وتلاشي تأثير الرسوم الجمركية على هوامش الربح، ستدعم تسارع نمو الأرباح للشركات الـ 493 المتبقية. بالإضافة إلى ذلك، يراقب المحللون عن كثب العوامل التي تدعم الإنفاق الاستهلاكي، حيث من المتوقع أن يركز الرئيس الأمريكي القادم على معالجة أزمة القدرة على تحمل التكاليف.

فرص استثمارية واعدة في قطاعات متعددة

ترى فيكتوريا فرنانديز، كبيرة استراتيجيي السوق في Crossmark Global Investments، أن هناك “رياحاً مواتية” في السوق خلال العام المقبل. ومع ذلك، تحذر من التركيز المفرط على قطاع واحد. بعد فترة توقف مؤقت في قطاع الذكاء الاصطناعي الأسبوع الماضي، لا تزال فرنانديز متفائلة بهذا القطاع، لكنها تنصح المستثمرين بـ “التحلي بالدقة” والبحث عن الشركات التي تطبق الذكاء الاصطناعي بشكل فعال، وليس فقط تلك التي تطوره.

تسلط فرنانديز الضوء على شركة Adobe كمثال على شركة قد تحقق مكاسب كبيرة في عام 2026. بالإضافة إلى ذلك، توصي بالاستثمار في قطاعات مثل النقل والبناء والرعاية الصحية والطاقة، مع التركيز على الشركات التي تظهر اتجاهات فنية إيجابية أو بدأت في التعافي مقارنة بالسوق. وتؤكد على أهمية البحث عن فرص محددة داخل هذه القطاعات بدلاً من الاستثمار بشكل شامل.

من المتوقع أن تشهد الأسواق المالية تطورات مستمرة في الأشهر المقبلة، مع التركيز على البيانات الاقتصادية، وقرارات الفيدرالي بشأن أسعار الفائدة، والتطورات السياسية. سيراقب المستثمرون عن كثب هذه العوامل لتقييم المخاطر والفرص المحتملة في سوق الأسهم. يبقى التفاؤل بشأن أداء الاستثمار في عام 2026 قائماً، ولكن من الضروري الحفاظ على الحذر والتحلي بالمرونة في مواجهة التغيرات المحتملة في البيئة الاقتصادية والمالية.

شاركها.