تراجع مؤشر “إس أند بي 500” عن مستواه القياسي الذي حققه يوم الخميس، حيث أسهمت خسائر أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى، على رأسها “إنفيديا”، في تراجع المؤشر، ما كبح الزيادة التي شهدتها شركات التكنولوجيا وأشباه الموصلات بعد ارتفاع سجلته شركة “برودكوم”.
انخفض مؤشر “S&P 500” بنسبة 0.3% بعد أن وصل إلى أعلى مستوى له خلال الجلسة. في المقابل، ارتفع مؤشر “ناسداك 100” بنسبة 0.1%. وانخفض مؤشر مجموعة الشركات السبع الكبرى بنسبة 0.3%.
بلغ مؤشر “Cboe VIX” حوالي 15 نقطة. وانخفضت عائدات سندات الخزانة إلى 4.07% بعد صدور بيانات أقل إيجابية من المتوقع في سوق العمل.
انخفض سهم “إنفيديا”، أكبر شركة في العالم، بنسبة 2.70%، وذلك بعد تقارير تفيد بأن الشركة تساعد شركة “أوبن إيه أي” في تصميم وإنتاج رقاقة معالجة الذكاء الاصطناعي. كما انخفض سهم “AMD” بنسبة 6.6%، بينما انخفض سهم “مايكروسوفت” بنسبة 2.6%.
اقرأ التفاصيل: سوق العمل الضعيفة تغذي رهانات خفض الفائدة الأميركية
بينما كانت “إنفيديا” السبب الرئيسي في تراجع مؤشر “إس أند بي 500″، فقد شهدت شركات أخرى، التي يعتمد أداؤها على التقلبات الاقتصادية، أداءً ضعيفاً، حيث انخفضت أسهم قطاعي الطاقة والخدمات المالية بأكثر من 1.8%.
أدى صدور بيانات سوق العمل الأسبوع الماضي إلى تعزيز توقعات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي، لكنه زاد من عدم اليقين بشأن الوضع الاقتصادي.
اقرأ أيضاً: أبرز 5 استنتاجات من تقرير الوظائف الأميركية في أغسطس
اقتصاد ضعيف ليس جيداً لسوق الأسهم
قال مات مالي، كبير استراتيجيي السوق في “ميلر” (Miller + Co): “بعد صدور بيانات ضعيفة لسوق العمل مرتين، يثير هذا تساؤلات لدى المستثمرين حول النمو الاقتصادي. اقتصاد ضعيف يعني نمو أضعف في الأرباح، وهذا ليس جيداً لسوق الأسهم المرتفع”.
انخفض مؤشر “إس أند بي 500” بعد بيانات سوق العمل، لكنه أنهى الأسبوع بارتفاع. ارتفع عدد الوظائف في أغسطس بنحو 22 ألف وظيفة، وأظهرت البيانات المعدلة انكماش سوق العمل في يونيو لأول مرة منذ عام 2020.
وارتفع معدل البطالة إلى 4.3%، وفقاً لتقرير مكتب إحصاءات العمل. عززت بيانات سوق العمل توقعات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في اجتماعه المقرر في 16 و17 سبتمبر، وهو ما أشار إليه رئيس المجلس جيروم باول في خطابه الشهر الماضي خلال مؤتمر جاكسون هول السنوي.
أشارت كريستينا هوبر، رئيسة قسم الاستراتيجيات في مجموعة “مان”، إلى ارتفاع أسعار أسهم الشركات الصغيرة، وقالت: “إنها عادةً ما تستفيد من خفض أسعار الفائدة”. وأضافت: “سنرى ما إذا كان سيحدث هذا الأمر هذه المرة، نظراً لأن الرسوم الجمركية الباهظة تعقد الأمور”. وارتفع مؤشر راسل 2000 بنسبة 0.5% ليغلق عند أعلى مستوى له منذ 11 ديسمبر.
سيناريوهات الاحتياطي الفيدرالي
قالت ريبيكا باترسون، الرئيسة السابقة لقسم الاستراتيجيات الاستثمارية في “بريدجواتر أسوشييتس”: “من المتوقع أن يخفض بنك الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة في سبتمبر، لكن من غير المرجح أن يكون الخفض كبيراً كما هو متوقع حتى نهاية عام 2026، ما لم يتباطأ الاقتصاد بشكل حاد ويخفض التضخم، أو أن يصبح بنك الاحتياطي الفيدرالي تحت تأثير سياسي”. وأضافت: “لا يُعد أي من هذين السيناريوهين جيداً لسوق الأسهم”.
وارتفعت أسهم “برودكوم”، إحدى أكبر 10 شركات في مؤشر “S&P 500″، بنسبة 9.4% بعد أن أشارت تقارير إلى أنها ستساعد “OpenAI” في تصميم وإنتاج معالج ذكاء اصطناعي بدءاً من عام 2026.
اقرأ أيضاً: “OpenAI” تخطط لإنشاء مركز بيانات ضخم في الهند تحت مظلة “ستارغيت”
وارتفعت أسهم “تسلا” بنسبة 3.6% بعد أن اقترحت الشركة حزمة مكافآت قياسية تصل إلى تريليون دولار لإيلون ماسك. بينما انخفضت أسهم “لولوليمون” بنسبة 19% بعد خفض توقعاتها المالية بسبب الضغوط الجمركية.
وانخفضت أسعار أسهم شركات الطاقة مع انخفاض أسعار النفط وسط مخاوف من أن يتجه تحالف “أوبك+” إلى زيادة إمدادات الخام باجتماعه المرتقب يوم الأحد.
اقرأ تقرير سوق النفط: أسعار النفط تتكبد خسائر أسبوعية.. والأنظار على اجتماع “أوبك+”
وارتفعت أسعار أسهم الذهب إلى أعلى مستوى لها منذ عام 2011، حيث لجأ المستثمرون إلى هذا المعدن الثمين كأداة تحوط في ظل المخاوف السياسية والتهديدات لسيادة بنك الاحتياطي الفيدرالي. كما أظهرت أسهم شركات بناء المنازل، الحساسة لأسعار الفائدة، أداءً جيداً. وارتفع مؤشر “S&P” لقطاع البناء بنسبة 2.1% ليغلق عند أعلى مستوى له منذ 3 ديسمبر.
خلال الأسبوع المقبل، يترقب نشر بيانات مؤشر أسعار المستهلكين يوم الخميس، بالإضافة إلى حدث “أبل” السنوي لإطلاق أجهزة “أيفون”، ومؤتمر باركليز للخدمات المالية العالمي، وأرباح شركتي “أوراكل” و”أدوبي”.