في ظل التحديات الاقتصادية التي مر بها الشارع المصري خلال السنوات الأخيرة، يطل بصيص من الأمل مع توقعات بانخفاض الدولار أمام الجنيه المصري. هذه التوقعات، التي كشف عنها الدكتور هاني الشامي، عميد كلية إدارة الأعمال بجامعة المستقبل، تحمل معها دلالات إيجابية على الاقتصاد المصري وعلى الحياة اليومية للمواطنين، وسط آمال بأن تتحول هذه المؤشرات النقدية إلى مكاسب ملموسة يشعر بها الجميع.
تراجع الدولار.. قوة متزايدة للجنيه
أكد الشامي أن الدولار قد يتراجع إلى مستوى 40 جنيهاً خلال الفترة المقبلة، وهو ما يعد إشارة قوية إلى تحسن أداء الجنيه المصري. هذا التراجع يعني تقليص الضغوط التضخمية وتعزيز استقرار الأسعار، الأمر الذي ينعكس مباشرة على الأسواق المحلية ويمنح المواطنين متنفساً في قدراتهم الشرائية.
تأثير مباشر على الأسعار والتضخم
انخفاض الدولار أمام الجنيه ليس مجرد رقم في أسواق الصرف، بل يترجم فوراً إلى تراجع أسعار السلع الأساسية والمنتجات المستوردة. ويشير الشامي إلى أن هذا التراجع يسهم في خفض معدلات التضخم، وهو ما يخلق شعوراً نسبياً بالاستقرار لدى المواطن الذي عانى كثيراً من ارتفاع الأسعار المتسارع في الفترة الماضية.
ثقة متزايدة في الاستثمار الأجنبي
من زاوية أخرى، فإن تحسن وضع العملة المحلية أمام الدولار يبعث برسائل طمأنة قوية للمستثمرين الأجانب. فاستقرار العملة المحلية يعني بيئة أكثر جذباً للاستثمار، وقد يؤدي ذلك إلى زيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى مصر خلال المرحلة المقبلة، وهو ما يمنح الاقتصاد دفعة إضافية نحو النمو.
تقليل فاتورة الاستيراد ودعم ميزان المدفوعات
أشار الشامي أيضاً إلى أن قوة الجنيه ستسهم في تقليل أعباء فاتورة الاستيراد، ما يخفف الضغط على ميزان المدفوعات، ويمنح الاقتصاد المصري فرصة لتحقيق توازن مالي أكبر. ومع تراجع تكلفة الاستيراد، يمكن للحكومة أن تعيد توجيه الموارد لدعم القطاعات الإنتاجية والصناعية.
فرصة لتعزيز الإنتاج المحلي والصادرات
لكن الشامي شدد على أن التراجع المتوقع في قيمة الدولار لن يكتمل أثره الإيجابي إلا إذا استثمرته الحكومة في تعزيز الإنتاج المحلي وتشجيع الصادرات. فالاستقرار النقدي وحده لا يكفي، بل يجب أن يقترن بإجراءات وسياسات اقتصادية تدفع بعجلة التنمية وتحوّل المكاسب النظرية إلى واقع ملموس يشعر به المواطن في حياته اليومية.
التوقعات بهبوط الدولار إلى 40 جنيهاً تمثل نافذة أمل جديدة للاقتصاد المصري، لكنها في الوقت نفسه اختبار حقيقي لمدى قدرة الدولة على تحويل هذه المؤشرات الإيجابية إلى إنجازات عملية. فإذا ما نجحت الحكومة في استغلال هذا الظرف لدعم الإنتاج وتشجيع الاستثمارات، فإن مصر قد تدخل مرحلة جديدة من الاستقرار الاقتصادي يعيد التوازن إلى الأسواق ويخفف من أعباء المواطن.