وصلت إلى إسرائيل الأسبوع الماضي وفد يضم ألفًا من القساوسة والمؤثرين المسيحيين الأمريكيين، وهو أكبر تجمع لقادة مسيحيين أمريكيين يزورون إسرائيل منذ تأسيسها. تأتي هذه الزيارة في إطار مبادرة “أصدقاء صهيون” وتهدف إلى تعزيز الدعم لإسرائيل ومكافحة معاداة السامية، مع التركيز على دور القادة الدينيين كـ سفراء غير رسميين لإسرائيل في مجتمعاتهم.
زيارة تاريخية لدعم إسرائيل ومواجهة معاداة السامية
نظمت هذه المبادرة بالتعاون مع وزارة الخارجية الإسرائيلية، وتأتي في وقت يشهد تصاعدًا في التوترات الإقليمية وزيادة في المشاعر المعادية للسامية على مستوى العالم. وفقًا لمؤسس مركز تراث أصدقاء صهيون في القدس، الدكتور مايك إيفانز، فإن غالبية المؤمنين بالإنجيل يعتبرون أنفسهم من مؤيدي صهيون، مما يجعلهم حلفاء رئيسيين في جهود مكافحة الكراهية.
تدريب القادة الدينيين وتأثيرهم
يهدف البرنامج إلى تزويد المشاركين بالتدريب اللازم ليكونوا قادرين على الدفاع عن إسرائيل في مجتمعاتهم، ونشر الحقائق حول الوضع في المنطقة. يؤكد الدكتور إيفانز أن الحروب الحديثة هي حروب إعلامية وأيديولوجية واقتصادية، وأن إسرائيل لم تخض من قبل حربًا أيديولوجية، بينما أعداؤها يفعلون ذلك باستمرار. تم اختيار المشاركين بعد عملية تدقيق دقيقة للتأكد من عدم وجود أجندات خفية، ووقعوا على تعهد بالوقوف إلى جانب الشعب اليهودي.
أعربت تامرين فولي، وهي عضوة في الفريق التنفيذي للمجلس الوطني الاستشاري للإيمان، عن تأثرها العميق بالقصص التي سمعتها من الإسرائيليين المتضررين من الصراع. وقالت إنها ستعود إلى بلدها وهي تحمل “شعلة” لنشر الحقيقة حول إسرائيل، خاصة بين الشباب. يُعد المجلس الوطني الاستشاري للإيمان أكبر تحالف يدعم ويدافع عن حرية الدين في الولايات المتحدة.
مخاوف بشأن الدعاية السلبية والتأثير الخارجي
أشار الدكتور إيفانز إلى أن هناك جهودًا تبذل لنشر الدعاية السلبية عن إسرائيل، خاصة من خلال الجامعات والمنصات الرقمية، وأن بعض الدول، مثل قطر، تستثمر مبالغ كبيرة في هذا المجال. كما حذر من خطر الأيديولوجيا المتطرفة التي يتبناها البعض، والتي تهدف إلى تدمير الدولة اليهودية. معاداة السامية، وفقًا لإيفانز، أصبحت أكثر خطورة مما كانت عليه في الماضي.
أكد الدكتور إيفانز على أهمية الحركة الإنجيلية، التي تمثل 9.7٪ من سكان العالم، في التأثير على السياسة الخارجية الأمريكية، وذلك من خلال إيمانهم بأن الأرض المقدسة تنتمي إلى الشعب اليهودي. وأضاف أن الرئيس الحالي يحترم هذا الرأي ويستمع إليه، وأن الولايات المتحدة ستواصل دعم إسرائيل.
اللقاءات الرسمية والتأكيد على الوحدة
التقى الوفد برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس إسحاق هرتزوغ، وزاروا موقع مجزرة نوفا الموسيقية التي وقعت في 7 أكتوبر. كما التقوا بناجين من المذبحة، والذين شاركوا قصصهم المؤلمة مع الوفد. أكد القس مايك أتكينز، وهو عضو في الوفد، على أهمية هذه الزيارة في توحيد القادة المسيحيين الأمريكيين والإسرائيليين واليهود في مواجهة معاداة السامية.
شدد أتكينز على أن الوفد قد اطلع على الحقائق على أرض الواقع، واستمع إلى شهادات الضحايا، وتلقى معلومات مفصلة حول كيفية مكافحة الدعاية الكاذبة. ودعا الشباب إلى الانضمام إلى هذه الحركة والدفاع عن إسرائيل.
أشار مايك هاكابي إلى أن أفضل طريقة لمواجهة “متلازمة اضطراب اليهود”، وهي شكل حاد من التعصب ومعاداة السامية، هي أن يأتي الناس إلى إسرائيل ويروا ويسمعوا بأنفسهم. وأضاف أن الحقيقة هي أفضل دواء لمكافحة نظريات المؤامرة والأكاذيب التي تُقال عن الولايات المتحدة وشراكتها مع إسرائيل.
من المتوقع أن يعود القساوسة والمؤثرون إلى الولايات المتحدة ويستخدموا منصاتهم الإعلامية والاجتماعية لنشر رسالة دعم لإسرائيل ومكافحة معاداة السامية. سيستمرون في العمل كجزء من تحالف أوسع يهدف إلى تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل. يبقى أن نرى مدى تأثير هذه المبادرة على الرأي العام الأمريكي، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات ملموسة في السياسة الخارجية. ستكون متابعة ردود الفعل على هذه الزيارة، وتقييم تأثيرها على الخطاب العام، أمرًا بالغ الأهمية في الأشهر المقبلة.






