بعد عام ونيف على معاناتها من مرض سرطان الدماغ توفيت، مساء أمس الاثنين، الطفلة الغزّية أميرة الصباغ (12 عاما) بعد تفشي المرض في جسدها النحيل الراقد على سرير الشفاء في مستشفى أوغستا فكتوريا (المطّلع) بالقدس.

وسيوارى جثمان أميرة الثرى اليوم الثلاثاء في مدينة رام الله، بينما تُمنع والدتها إيمان من مرافقتها ووداعها لادعاءات “أمنية” إسرائيلية، وستبقى الأم تمكث قسرا في فندق بالقدس يوفر لها المبيت فيه مستشفى المطلع، بسبب عجزها عن العودة إلى غزة في ظل استمرار الحرب.

وعندما التقتها الجزيرة نت قبل عام في قسم الأطفال بالمستشفى، انفجرت أميرة باكية وقالت لأمها “هيّو (ها هو) الحيط واقع”، بعدما استرقت النظر إلى هاتف أمها ووجدت أن منزل جدّها قد هُدم جزئيا بفعل القصف الجوي.

والدة الطفلة أميرة قالت إن ابنتها لم تتقبل العلاج وكانت تريد العودة إلى غزة (الجزيرة)

‎لم تهدأ أميرة منذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 وببكائها المستمر تعبر عن حاجتها للعودة إلى قطاع غزة لتكون مع والدها وأختها الصغيرة “ميرا” حتى وإن كانت تحت القصف.

‎وعاشت والدتها إيمان العشي عاما عصيبا بين محاولة تهدئة روع طفلتها المريضة، وبين بقية أسرتها الراضخة تحت القصف العشوائي، والتي نزحت أكثر من مرة.

‎”لم تتقبل أميرة العلاج وكانت تريد دائما العودة إلى غزة”، قالت الأم للجزيرة نت.

‎وخلال التردد على زيارتها كان الممرضون والأطباء في القسم يهدئون من روعها ويعدونها بأن تغادر إلى غزة عندما تُفتح الطرق.

لكن أميرة رحلت قبل العودة إلى مسقط رأسها ومهوى قلبها، وهي التي كانت تردد أمام كل شخص يسألها ماذا تريدين القول، فتبدأ بترديد أغنية “أناديكم”، ثم تنفجر مجددا باكية عندما تصل إلى مقطع “أنا ما هنت في وطني وما صغرت أكتافي.. وقف بوجه ظلامي يتيما عاريا حافي”.

شاركها.