تواجه نيجيريا، أكبر دولة أفريقية من حيث عدد السكان، اختباراً جديداً مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، إثر تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب والتي هدّد فيها بالتحرك العسكري ضد أبوجا ما لم تتخذ إجراءات فورية لوقف “قتل المسيحيين على يد متشددين إسلاميين”؛ على حد قوله.
يأتي هذا التصعيد في وقت تسعى فيه نيجيريا لتثبيت موقعها كقوة اقتصادية صاعدة في القارة، مدعومةً بموارد ضخمة في النفط والمعادن النادرة والتنتالوم، ما يجعلها لاعباً محورياً على خريطة الموارد العالمية. ويمنح تنوع الموارد وتوسيع الشراكات الأفريقية والآسيوية نيجيريا فرصة لتعزيز استقلالها الاقتصادي، وربما إعادة رسم موازين القوى في القارة خلال العقد المقبل.
للمزيد: هل يصمد اقتصاد نيجيريا أمام ضربة أميركية؟
“الشرق” ترصد عبر 5 رسوم بيانية طبيعة وحجم الاقتصاد والموارد الاستراتيجية في أكبر اقتصاد بغرب أفريقيا، والتوقعات المستقبلية لأكبر منتج للنفط والمعادن النادرة والتنتالوم في القارة السمراء.
صندوق النقد: آفاق واعدة لاقتصاد نيجيريا
تُظهر توقعات صندوق النقد الدولي أن نيجيريا ستحتفظ بموقعها بين أكبر ثلاثة اقتصادات أفريقية بحلول 2030، بإجمالي ناتج محلي متوقع يبلغ 444 مليار دولار.
عملاق النفط في أفريقيا
وفق بيانات “أوبك”، حافظت نيجيريا في عام 2024 على مكانتها كأكبر منتج للنفط في أفريقيا، بإنتاج يبلغ 1.35 مليون برميل يومياً، متقدمة على ليبيا وأنغولا والجزائر.
تطور إنتاج النفط
يمثل النفط نحو 90% من عائدات التصدير، ما يجعل القطاع عرضة لأي اضطرابات سياسية أو عقوبات محتملة قد تثيرها التهديدات الأخيرة، وقد شهد إنتاج النفط في نيجيريا خلال العام الماضي تحسناً عن الثلاث سنوات السابقة، مقترباً من معدلات عام 2020 والبالغة 1.49 مليون برميل يومياَ، لكنه ما يزال بعيداً عن أعلى معدلاته والمقدرة بنحو 1.75 مليون برميل يومياً في عام 2015.
المعادن النادرة مستقبل الاقتصاد
نجحت نيجيريا في ترسيخ موقعها في أسواق المعادن الإستراتيجية؛ إذ أصبحت خامس أكبر منتج للمعادن النادرة في العالم خلال 2024، وفق بيانات هيئة المسح الجيولوجي الأميركية. ومنحت هذه الطفرة الاقتصاد النيجيري تنوعاً متزايداً وتقلل من اعتماده على النفط، ليمثل القطاع مستقبل الاقتصاد النيجيري بموازاة النفط والخامات الأخرى.
نيجيريا ثاني أكبر منتج عالمي للتنتالوم
تعد نيجيريا ثاني أكبر منتج عالمي لمعدن التنتالوم بحصة تبلغ 18.7% من الإنتاج العالمي، وهذه الطفرة في المعادن النادرة والرئيسية تمنح الاقتصاد النيجيري تنوعاً متزايداً وتقلل من اعتماده على النفط، مع سعي الحكومة لاستقطاب الاستثمارات الصينية والأوروبية لتطوير سلاسل التوريد المعدنية.






