أعربت الحكومة الأفغانية التي تقودها حركة طالبان، اليوم السبت، عن “قلقها العميق وأسفها” حيال حملة الترحيل القسري التي تنفذها باكستان ضد اللاجئين الأفغان، وذلك خلال لقاء جمع وزير الخارجية الباكستاني إسحق دار بمسؤولي الحكومة الأفغانية في كابل.
وقال رئيس الوزراء الأفغاني محمد حسن آخوند خلال لقائه مع دار “بدلا من التعاون مع الإمارة الإسلامية في عملية الإعادة التدريجية، تفاقم الإجراءات الباكستانية الأحادية الجانب المشكلة وتعيق التقدم نحو حل”. كما حثّ الحكومة الباكستانية على تسهيل العودة الكريمة للاجئين الأفغان، بحسب بيان نشر على موقع “إكس”.
وبحسب بيان للخارجية الأفغانية، أبدى القائم بأعمال وزير الخارجية، أمير خان متقي، استياءه الشديد لنظيره الباكستاني من “إجراءات إسلام آباد الأحادية لترحيل عشرات الآلاف من اللاجئين الأفغان دون تنسيق مع كابل”، مضيفا أن هذه الخطوة “تفاقم المشكلة وتعيق التقدم نحو حلول واقعية”.
وأكد متقي ضرورة ضمان حقوق الأفغان المقيمين في باكستان وتسهيل عودة كريمة لأولئك الذين يتم ترحيلهم، مطالبا بالسماح لهم بنقل ممتلكاتهم ومدخراتهم ووقف الانتهاكات بحقهم، في ظل تقارير متزايدة عن تعرضهم للاعتقال التعسفي والمضايقات والابتزاز.
بدورها، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إن الزيارة هدفت إلى بحث قضايا الأمن والتجارة وإدارة الحدود، وإن الوزير إسحق دار “أكد أهمية معالجة جميع القضايا المرتبطة بالأمن والحدود لتحقيق إمكانات التعاون الإقليمي”.
كذلك، أفاد نائب وزير الداخلية الباكستاني أن السلطات رحلت منذ بداية أبريل/نيسان أكثر من 85 ألف أفغاني، معظمهم ممن لا يملكون وثائق إقامة رسمية.
وشدد نائب الوزير على أنه “لن يكون هناك أي تساهل أو تمديد مع انتهاء المهلة”، مشيرا إلى وجود “شكوك حول دور بعض اللاجئين في دعم الإرهاب أو الجريمة المنظمة”.
من جهتها، وصفت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذه الحملة بأنها تمثل خطرا على الفئات الضعيفة، موضحة أن أكثر من نصف المرحلين هم من الأطفال.
وأعلنت طالبان أن نحو 71 ألف لاجئ أفغاني عبروا الحدود إلى أفغانستان خلال أول 18 يوما من الشهر الجاري، في إطار المرحلة الثانية من الحملة الباكستانية لترحيل اللاجئين التي انطلقت العام الماضي.
ومن المتوقع أن يصل عدد المرحلين إلى 800 ألف لاجئ أفغاني مع نهاية أبريل/نيسان الجاري.