|

قال وزير الصحة والرعاية الاجتماعية في إقليم دارفور السوداني بابكر حمدين إن الأوضاع الصحية تردت بشكل كبير مع انتشار أوبئة مثل الكوليرا والملاريا والحصبة بشكل مخيف، خصوصا في شمال الإقليم، محملا “قوات الدعم السريع” المسؤولية عن انتشار الأوبئة في المنطقة.

وأكد حمدين في مقابلة مع الجزيرة أن الحصار الذي تفرضه “الدعم السريع” على الولاية وقصفها المستشفيات ومراكز الخدمة الصحية ومنعها دخول المساعدات الإنسانية -بما فيها الأدوية- هي السبب الرئيسي في انتشار الأوبئة، خصوصا الكوليرا التي بدأت تتفشى بالإقليم.

واتهم حمدين قوات الدعم السريع بقتل وخطف عدد من الأطباء وسرقة الأجهزة التشخيصية، مما أدى إلى تفاقم الأوضاع الصحية وانتشار الأوبئة بشكل مخيف رغم الجهود التي تبذلها الوزارة للحد من هذا الانتشار بالتعاون مع الشركاء الدوليين.

وعقدت وزارة الصحة الاتحادية اجتماعا اليوم الاثنين ضم الآلية التنسيقية للمؤسسات الصحية الوطنية وعددا من الشركاء الدوليين، لبحث آليات الحد من انتشار الكوليرا في دارفور.

منع المنظمات الدولية من العمل

وأبدت الصحة العالمية واليونيسيف وأطباء بلا حدود استعدادا للتدخل فورا، لكنها تواجه عرقلة متعمدة من جانب الدعم السريع التي تمنع وصول هذه المنظمات إلى الفئات المستهدفة، وفق حمدين.

وسبق أن منعت قوات الدعم السريع منظمات تعمل في مجال حماية الأطفال من الوصول إلى المحتاجين في مدينة الفاشر، وحالت دون وصول المساعدات حسب حمدين الذي قال إن عددا كبيرا من الأطفال والكبار يعانون سوء التغذية والرعاية الصحية، فضلا عن النقص الحاد في الخدمات العلاجية والأدوية.

وقال المسؤول الدولي إن “الدعم السريع” تتمادى في هذه السلوك بسبب عدم اتخاذ المجتمع الدولي خطوات لوقفها رغم ما ترتكبه من انتهاكات وجرائم، مؤكدا “ضرورة وقوف العالم بشكل حاسم في مواجهة هذه المليشيا والتدخل العاجل لإنقاذ المواطنين في دارفور”.

وخلال الأيام الأخيرة سجلت السلطات الصحية المحلية في مخيمات النازحين واللاجئين على الحدود بين السودان وتشاد تفشيا متسارعا لوباء الكوليرا، ولا سيما غربي مدينة الفاشر بإقليم دارفور.

وكشفت المنسقية العامة للنازحين واللاجئين في دارفور غربي السودان عن تسجيل 26 وفاة وأكثر من 1430 إصابة مؤكدة بالكوليرا في مدينة طويلة الواقعة على بعد 68 كيلومترا غربي الفاشر.

وحذرت المنسقية من “تفش متسارع” للوباء يهدد المخيمات ومراكز الإيواء غير المجهزة في المنطقة.

شاركها.