قام وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودي، الشيخ الدكتور عبداللطيف العبدالله آل الشيخ، بزيارة تفقدية لـ”معرض الوحي” و”متحف القرآن الكريم” في المدينة المنورة مؤخراً. هدفت الزيارة إلى الاطلاع على محتويات المعرض والمتحف، اللذين يمثلان وجهة ثقافية ودينية هامة للزوار والمعتمرين. وتأتي هذه الجولة في إطار اهتمام الوزارة بتطوير الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتعزيز تجربتهم الإيمانية والثقافية خلال زيارتهم للمملكة، وتسليط الضوء على أهمية الوحي في الحضارة الإسلامية.

وجرت الزيارة يوم [تاريخ الزيارة – يمكن البحث عنه وإضافته]، بحضور عدد من المسؤولين في الوزارة ووسائل الإعلام. وقد تضمنت الجولة استعراضًا شاملاً لأقسام المعرض والمتحف، التي تعرض مسيرة الوحي مع الأنبياء، وعظمة القرآن الكريم، والجهود التي بذلت في حفظه ونشره. وتعد هذه المعالم جزءًا من مشاريع رؤية المملكة 2030 التي تهدف إلى تطوير القطاع السياحي والثقافي.

“معرض الوحي”: رحلة تفاعلية في قلب الرسالة

يعتبر “معرض الوحي” من أبرز المشاريع التي تتبناها وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد لتعريف العالم برسالة الإسلام. و يركز المعرض بشكل خاص على تجسيد قصة الوحي الذي نزل على الأنبياء، بدءًا من آدم وصولًا إلى محمد صلى الله عليه وسلم. يستخدم المعرض أحدث التقنيات والمؤثرات البصرية والصوتية لخلق تجربة تفاعلية وغامرة للزائر.

المحاور الرئيسية للمعرض

ينقسم “معرض الوحي” إلى عدة محاور رئيسية، تتناول كل منها فترة زمنية معينة أو جانبًا من جوانب الوحي. وتشمل هذه المحاور: قصة الخلق، والنبوة عند بني إسرائيل، ومكانة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأخيراً مراحل نزول القرآن الكريم. يهدف المعرض إلى تقديم صورة واضحة ومبسطة عن الوحي، بعيدًا عن التعقيدات والتأويلات.

أعرب الوزير آل الشيخ عن إعجابه الشديد بما شاهده في المعرض، مشيراً إلى أنه يمثل إضافة نوعية للمشهد الثقافي والديني في المملكة. وأكد على أهمية مواصلة تطوير مثل هذه المشاريع، بما يساهم في تعزيز الصورة الإيجابية للإسلام في العالم، وما ينير دروب الحجاج والمعتمرين.

متحف القرآن الكريم: صرح عظيم لحفظ كلام الله

إلى جانب “معرض الوحي”، تفقد الوزير والوفد المرافق “متحف القرآن الكريم”. يعد هذا المتحف تحفة فنية ومعمارية، ويضم مجموعة فريدة من المصاحف القديمة والخطوط العربية النادرة. يستعرض المتحف تاريخ الوحي وتدوين القرآن الكريم، والجهود المبذولة لحفظه وتفسيره ونشره عبر العصور. ويعتبر المتحف من أهم المعالم الإسلامية في المدينة المنورة، ويستقبل آلاف الزوار سنويًا.

يضم المتحف قاعات تعرض مراحل تطور الخط العربي، وأساليب الرقمنة والإخراج الفني للمصاحف. بالإضافة إلى ذلك، يعرض المتحف نسخًا طبق الأصل من أقدم المصاحف في العالم، بالإضافة إلى التحف الإسلامية المتعلقة بالقرآن الكريم، مثل المحابر والأقلام والأختام. وتركز المعروضات على إبراز عظمة كتاب الله وحفظه من التحريف والتغيير.

ووفقاً لما ذكره مسؤولون في الوزارة، فإن “متحف القرآن الكريم” يهدف أيضًا إلى تعزيز الوعي بأهمية القرآن الكريم في حياة المسلمين، وتشجيعهم على قراءته وحفظه وتدبر معانيه. ويقدم المتحف برامج تثقيفية وورش عمل للزوار، بهدف رفع مستوى معرفتهم بالقرآن الكريم وعلومه. و يعد هذا الجهد جزءًا من مبادرات أكبر لتعزيز الوعي الإسلامي.

ويُعزز “معرض الوحي” و”متحف القرآن الكريم” من مكانة المدينة المنورة كمركز ثقافي وإسلامي عالمي. فالمدينة المنورة تستقبل ملايين الزوار سنويًا، الذين يتوافدون إليها لأداء مناسك الحج والعمرة، وزيارة المواقع التاريخية والدينية. وتوفر هذه المعالم الثقافية للزوار فرصة للتعرف على تاريخ الإسلام وحضارته، وتعزيز ارتباطهم بهذا الدين العظيم.

وعلاوة على ذلك، فإن هذه المشاريع تساهم في دعم الاقتصاد المحلي، من خلال توفير فرص عمل للشباب السعودي، وجذب الاستثمارات في قطاع السياحة والثقافة. وتعد هذه المشاريع مثالاً على نجاح رؤية المملكة 2030 في تحويل القطاع السياحي والثقافي إلى محرك رئيسي للنمو الاقتصادي. وتشمل خطط التطوير المستقبلية إنشاء مراكز متخصصة لدراسة القرآن الكريم وعلومه.

في الختام، من المتوقع أن تعلن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد قريبًا عن خطط لتوسيع نطاق “معرض الوحي” و”متحف القرآن الكريم”، وإضافة المزيد من المحتويات والتجارب التفاعلية. كما يجري التخطيط لإطلاق نسخة رقمية من المعرض والمتحف، لتمكين المهتمين من جميع أنحاء العالم من الاستفادة من محتوياتهما. تبقى التفاصيل الدقيقة وجدول الزمني لهذه التوسعات غير مؤكدة، وتستدعي المتابعة لتقييم تأثير هذه التطورات على المشهد الثقافي والديني.

شاركها.