استقبل صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز، وزير الداخلية، معالي وزير الداخلية في جمهورية باكستان الإسلامية، محسن نقوي، في مقر وزارة الداخلية بالرياض. يأتي هذا اللقاء في إطار تعزيز التعاون الأمني بين المملكة العربية السعودية وباكستان، ومناقشة القضايا ذات الاهتمام المشترك، وذلك بهدف الحفاظ على الاستقرار الإقليمي والدولي.

تم خلال الاستقبال بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية في المجالات الأمنية والاقتصادية، بالإضافة إلى استعراض آخر المستجدات الإقليمية والدولية. اللقاء يعكس حرص القيادة في كلا البلدين على تعميق الشراكة الاستراتيجية القائمة، وتبادل الخبرات في مواجهة التحديات الأمنية المتزايدة.

أهمية التعاون الأمني السعودي الباكستاني

تعتبر العلاقات بين المملكة العربية السعودية وباكستان من العلاقات التاريخية الوثيقة، والتي تقوم على أسس من الثقة والاحترام المتبادل. وتشكل الشراكة الأمنية ركيزة أساسية في هذه العلاقات، حيث يتبادل البلدان المعلومات والخبرات لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة.

مكافحة الإرهاب وتمويله

أكد الجانبان على أهمية مواصلة الجهود المشتركة في مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله وصوره، وتجفيف مصادر تمويله. وتشمل هذه الجهود تبادل المعلومات الاستخباراتية، وتنسيق الإجراءات الأمنية، وتنفيذ البرامج التدريبية المشتركة.

مواجهة الجريمة العابرة للحدود

ناقش المسؤولون سبل تعزيز التعاون في مكافحة الجريمة العابرة للحدود، بما في ذلك تهريب المخدرات والأسلحة، وغسيل الأموال، والجرائم الإلكترونية. وتتطلب هذه الجرائم تضافر الجهود الإقليمية والدولية للقضاء عليها، وحماية المجتمعات من آثارها المدمرة.

بالإضافة إلى الجوانب الأمنية، تناول اللقاء موضوع تسهيل إجراءات سفر المواطنين الباكستانيين إلى المملكة العربية السعودية، خاصةً لأداء مناسك الحج والعمرة. وتولي المملكة اهتماماً بالغاً بتقديم كافة التسهيلات لضيوف الرحمن، وتوفير بيئة آمنة ومريحة لهم.

وتعد مبادرة “طريق مكة” مثالاً بارزاً على هذا التعاون، حيث تهدف إلى إنهاء إجراءات الحجاج والمعتمرين في بلدانهم قبل وصولهم إلى المملكة، مما يساهم في تخفيف الازدحام وتسهيل حركة الحجاج. وتشمل هذه المبادرة إصدار التأشيرات، والتحقق من جوازات السفر، وإجراء الفحوصات الطبية، وتسليم الحقائب.

كما بحث الطرفان قضايا تتعلق بـالعلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات، بما في ذلك التجارة والاستثمار والتبادل الثقافي. وتحرص المملكة وباكستان على تعزيز هذه العلاقات لما فيه مصلحة شعبي البلدين.

وتشهد التعاون بين السعودية وباكستان تطورات مستمرة في ظل التحديات الإقليمية والدولية المتزايدة. وتعتبر المملكة وباكستان من الدول المؤثرة في المنطقة، وتسعيان إلى تحقيق الاستقرار والازدهار لجميع شعوبها.

من الجدير بالذكر أن هذا اللقاء يأتي بعد سلسلة من الزيارات المتبادلة بين المسؤولين في البلدين، مما يعكس الحرص المستمر على تعزيز التعاون الثنائي. ووفقاً لتصريحات وزارة الداخلية، فإن اللقاء كان مثمراً وساهم في تعزيز التفاهم والتعاون بين الجانبين.

من المتوقع أن يتبع هذا اللقاء تشكيل لجان فنية مشتركة لمتابعة تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، ووضع خطط عمل تفصيلية لتحقيق الأهداف المرجوة. وستركز هذه اللجان على تطوير آليات التعاون في المجالات الأمنية، وتسهيل إجراءات السفر، وتعزيز العلاقات الاقتصادية. وسيتابع المراقبون عن كثب التطورات في هذا الشأن، وتقييم مدى تأثيرها على الاستقرار الإقليمي.

شاركها.