أكد وزير الاستثمار السعودي، المهندس خالد الفالح، على دعم إيطاليا القوي لمساعي المملكة العربية السعودية لاستضافة معرض إكسبو 2030 الرياض. جاء هذا الإعلان خلال لقاءات ثنائية جمعت الفالح بمسؤولين إيطاليين، مسلطًا الضوء على عمق العلاقات الاقتصادية بين البلدين. وتعد مشاركة إيطاليا مبكرة ومهمة في دعم ملف الرياض لاستضافة هذا الحدث العالمي الذي يتوقع أن يجذب ملايين الزوار.

الرياض، المملكة العربية السعودية – في خطوة تعزز فرص المملكة في استضافة معرض إكسبو 2030 الرياض، أعلنت إيطاليا عن تأكيد مشاركتها الكاملة في هذا الحدث الدولي المحتمل. هذا الدعم يأتي في أعقاب جهود دبلوماسية واقتصادية مكثفة بذلتها المملكة لكسب التأييد الدولي. ووفقًا لبيانات حديثة، شهدت العلاقات التجارية والاستثمارية بين السعودية وإيطاليا نموًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، مما مهد الطريق لهذا التعاون.

تطور العلاقات السعودية الإيطالية ودعم إكسبو 2030

العلاقات السعودية الإيطالية تاريخية، لكنها شهدت زخمًا خاصًا في ظل رؤية المملكة 2030. يرى مراقبون أن هذه الرؤية، التي تركز على التنويع الاقتصادي والتحول الرقمي، تخلق فرصًا استثمارية كبيرة للشركات الإيطالية في مجالات متنوعة. وقد أفاد وزير الاستثمار بأن إيطاليا كانت من بين أولى الدول التي أبدت اهتمامًا جادًا بالاستثمار في المشاريع المرتبطة بالمعرض.

أهمية الدعم الإيطالي للمملكة

يُعتبر الدعم الإيطالي ذا أهمية استراتيجية لعدة أسباب. إيطاليا دولة صناعية كبرى وعضو مؤثر في الاتحاد الأوروبي، ودعمها يعزز من مصداقية ملف الرياض لدى المنظمات الدولية. بالإضافة إلى ذلك، تتمتع إيطاليا بخبرة واسعة في تنظيم المعارض والمؤتمرات الدولية، مما قد يساهم في نقل المعرفة والخبرات إلى المملكة.

أشارت وزارة الاستثمار إلى أن حجم التبادل التجاري بين السعودية وإيطاليا تجاوز 10 مليارات دولار في العام الماضي، مع توقعات بزيادة هذا الرقم في السنوات القادمة. وتشمل أهم الصادرات الإيطالية إلى المملكة الآلات والمعدات، والمنتجات الغذائية، والمنتجات الكيماوية، بينما تصدر السعودية النفط والمنتجات البتروكيماوية إلى إيطاليا. هذا التنوع في التبادل التجاري يعكس قوة ومتانة العلاقات الاقتصادية بين البلدين.

معرض إكسبو 2030 الرياض يمثل فرصة تاريخية للمملكة لعرض ثقافتها وتراثها وإنجازاتها الاقتصادية على العالم. وتسعى المملكة إلى استضافة معرض يعكس رؤيتها الطموحة للمستقبل، ويساهم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة. كما تهدف المملكة إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية المباشرة، وخلق فرص عمل جديدة، وتعزيز مكانتها كمركز عالمي للأعمال والابتكار.

التحضيرات لاستضافة معرض إكسبو 2030 الرياض جارية على قدم وساق، حيث تعمل الجهات الحكومية والخاصة على تطوير البنية التحتية اللازمة، وتجهيز المواقع المقترحة، ووضع الخطط التنظيمية واللوجستية. وتشمل هذه التحضيرات بناء مدينة إكسبو، وتطوير شبكة النقل، وتوفير الإقامة والخدمات اللازمة للزوار. وتعتزم المملكة أيضًا إطلاق حملة ترويجية واسعة النطاق للتعريف بالمعرض وجذب المشاركين والزوار من جميع أنحاء العالم.

في المقابل، تسعى إيطاليا إلى تعزيز حضورها في السوق السعودية، والاستفادة من الفرص الاستثمارية المتاحة في المملكة. وتعتبر إيطاليا شريكًا تجاريًا هامًا للمملكة في العديد من القطاعات، بما في ذلك الطاقة، والبناء، والنقل، والسياحة. وتأمل إيطاليا في زيادة حجم استثماراتها في المملكة، والمساهمة في تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030.

بالإضافة إلى الدعم الإيطالي، تسعى المملكة إلى الحصول على دعم من دول أخرى حول العالم. وقد أجرت المملكة مباحثات مع العديد من الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، والصين، والهند، وذلك بهدف كسب تأييدها لملف الرياض. وتشير التقديرات إلى أن المملكة لديها فرصة جيدة للفوز باستضافة معرض إكسبو 2030 الرياض، نظرًا لجهودها الدبلوماسية والاقتصادية المكثفة، وموقعها الاستراتيجي، وقدراتها المالية والبنية التحتية.

الخطوة التالية المتوقعة هي تقديم العرض الرسمي للمملكة إلى المكتب الدولي للمعارض (BIE) في باريس. ومن المقرر أن يتم تقييم العروض المقدمة من قبل الدول المتنافسة، وإجراء زيارات ميدانية للمواقع المقترحة. ومن المتوقع أن يتم الإعلان عن الدولة الفائزة باستضافة معرض إكسبو 2030 في أواخر عام 2023 أو أوائل عام 2024. يبقى التحدي الأكبر هو إقناع المكتب الدولي للمعارض بأن الرياض هي المدينة الأنسب لاستضافة هذا الحدث العالمي، وأن المملكة قادرة على تقديم تجربة فريدة ومميزة للزوار.

شاركها.