شاركت وزارة الطاقة السعودية في فعاليات الدورة التاسعة عشرة لمنتدى الاتحاد الخليجي للبتروكيميائيات والكيميائيات (جيبكا) الذي استضافته مملكة البحرين في الفترة من 17 إلى 20 جمادى الآخرة 1447هـ، الموافق 8 إلى 11 ديسمبر 2025م. ركز المنتدى على “تعزيز القدرة التنافسية من خلال الشراكات الاستراتيجية”، وهو موضوع بالغ الأهمية لقطاع البتروكيماويات في ظل التغيرات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. تهدف مشاركة الوزارة إلى دعم رؤية المملكة 2030 في تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانة المملكة كمركز صناعي رائد.

عُقد المنتدى في مركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات، وشهد حضوراً واسعاً من قادة الصناعة والخبراء والمستثمرين من مختلف أنحاء العالم. تعتبر جيبكا منصة رئيسية لتبادل المعرفة والخبرات، واستكشاف فرص التعاون في قطاع البتروكيماويات، الذي يشكل جزءاً حيوياً من اقتصادات دول مجلس التعاون الخليجي. كما يمثل المنتدى فرصة لتقييم التحديات التي تواجه القطاع ووضع استراتيجيات للتغلب عليها.

أهمية مشاركة وزارة الطاقة في منتدى جيبكا

تأتي مشاركة وزارة الطاقة السعودية في هذا المنتدى في سياق جهودها المستمرة لدعم وتطوير قطاع الطاقة والصناعات المرتبطة به، بما في ذلك البتروكيماويات. تسعى الوزارة إلى تعزيز الاستثمار في هذا القطاع، وجذب التقنيات المتقدمة، وتنمية الكفاءات الوطنية.

وفقًا لبيانات وزارة الطاقة، يساهم قطاع البتروكيماويات بشكل كبير في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، ويوفر فرص عمل واسعة. لذلك، فإن تعزيز القدرة التنافسية لهذا القطاع يعتبر أولوية استراتيجية.

الشراكات الاستراتيجية ومستقبل القطاع

ركز المنتدى بشكل خاص على أهمية الشراكات الاستراتيجية في تحقيق النمو المستدام لقطاع البتروكيماويات. تتيح هذه الشراكات تبادل الخبرات والمعرفة، وتقاسم المخاطر والتكاليف، والوصول إلى أسواق جديدة.

تعتبر الاستدامة والتحول نحو اقتصاد دائري من القضايا الرئيسية التي تناولها المنتدى. تسعى الشركات العاملة في قطاع البتروكيماويات إلى تطوير تقنيات جديدة لتقليل الانبعاثات، وإعادة تدوير المواد البلاستيكية، واستخدام مصادر الطاقة المتجددة.

التحديات التي تواجه قطاع البتروكيماويات

على الرغم من الإمكانات الكبيرة لقطاع البتروكيماويات، إلا أنه يواجه العديد من التحديات، بما في ذلك تقلبات أسعار النفط، والمنافسة المتزايدة، والقيود البيئية.

أشارت تقارير حديثة إلى أن ارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الخام قد يؤثر على ربحية الشركات العاملة في هذا القطاع. بالإضافة إلى ذلك، فإن التوترات الجيوسياسية في بعض المناطق قد تعطل سلاسل الإمداد وتزيد من المخاطر.

الابتكار والتكنولوجيا في صناعة الكيماويات

شهد المنتدى أيضاً مناقشات حول دور الابتكار والتكنولوجيا في تطوير صناعة الكيماويات. تعتبر التقنيات الرقمية، مثل الذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات الضخمة، أدوات قوية لتحسين الكفاءة التشغيلية، وتقليل التكاليف، وتطوير منتجات جديدة.

بالإضافة إلى ذلك، فإن البحث والتطوير في مجال المواد المتقدمة والكيماويات المتخصصة يمكن أن يفتح آفاقاً جديدة للنمو والابتكار.

دور الاستثمار الأجنبي المباشر

أكد المشاركون في المنتدى على أهمية جذب الاستثمار الأجنبي المباشر إلى قطاع البتروكيماويات. يمكن للاستثمار الأجنبي أن يوفر التمويل اللازم لتنفيذ المشاريع الكبيرة، ونقل التقنيات المتقدمة، وتنمية الكفاءات الوطنية.

تسعى المملكة العربية السعودية إلى تحسين مناخ الاستثمار، وتقديم حوافز للمستثمرين الأجانب، وتسهيل الإجراءات الحكومية.

بالتزامن مع ذلك، شهد المنتدى إطلاق العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى دعم ريادة الأعمال والابتكار في قطاع الكيماويات. تهدف هذه المبادرات إلى تشجيع الشركات الصغيرة والمتوسطة على تطوير حلول جديدة للتحديات التي تواجه القطاع.

كما ناقش المنتدى أهمية تطوير البنية التحتية اللوجستية، مثل الموانئ والمطارات والطرق، لتسهيل حركة البضائع وتقليل التكاليف.

في سياق متصل، أشار خبراء الصناعة إلى أن التحول نحو الطاقة النظيفة قد يخلق فرصاً جديدة لقطاع البتروكيماويات، من خلال تطوير مواد جديدة لتخزين الطاقة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وتصنيع المواد البلاستيكية القابلة للتحلل.

من المتوقع أن تستمر وزارة الطاقة السعودية في دعم وتعزيز قطاع البتروكيماويات، من خلال تنفيذ رؤية المملكة 2030، وتشجيع الشراكات الاستراتيجية، والاستثمار في الابتكار والتكنولوجيا.

الخطوة التالية المتوقعة هي تقييم مخرجات المنتدى ووضع خطة عمل لتنفيذ التوصيات والمبادرات التي تم الاتفاق عليها. من المهم مراقبة التطورات في أسواق النفط والكيماويات، والتكيف مع التغيرات في البيئة التنظيمية والتكنولوجية.

شاركها.