اختتمت وزارة الثقافة السعودية مشاركتها المتميزة في معرض “صُنع هنا 2025” في كوستاريكا، والذي اختتم فعالياته اليوم في سان خوسيه. ركزت المشاركة السعودية على تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين، وتقديم صورة شاملة عن الثقافة السعودية الغنية، بما في ذلك مواقعها التاريخية والعناصر التراثية غير المادية. يهدف هذا الحضور إلى إبراز عمق الحضارة السعودية وتنوعها للعالم، وتحديداً للجمهور الكوستاريكي، وتعزيز مكانة المملكة كوجهة ثقافية عالمية. وتعد هذه المشاركة جزءًا من استراتيجية الوزارة الأوسع لتعزيز **الثقافة السعودية** على الساحة الدولية.

أقيم المعرض في مبنى الجمارك القديم بمدينة سان خوسيه، واستمر لعدة أيام، وشهد إقبالاً ملحوظاً من الزوار المهتمين بالتعرف على مختلف الثقافات. وقد شهدت النسخة العاشرة من “صُنع هنا” مشاركة واسعة من دول أمريكا اللاتينية، مما أتاح فرصة فريدة للمملكة لعرض إرثها الثقافي أمام جمهور متنوع. وقد أشارت التقارير إلى أن جناح المملكة حظي باهتمام خاص، نظراً لما قدمه من محتوى غني ومبتكر.

تعزيز التبادل الثقافي وإبراز **الثقافة السعودية**

تأتي مشاركة وزارة الثقافة في هذا المعرض في إطار رؤية المملكة 2030، التي تولي أهمية قصوى لتطوير القطاع الثقافي وتعزيز دوره في التنمية المستدامة. تسعى الوزارة إلى إيجاد منصات دولية لعرض الإبداعات السعودية في مختلف المجالات الثقافية، مثل الفنون والحرف التقليدية والموسيقى والأدب.

ركزت المشاركة السعودية في “صُنع هنا 2025” على تقديم تعريف شامل بالتراث السعودي، مع التركيز على المواقع الأثرية المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي. وقد تضمن ذلك عروضاً مرئية ولوحات تعريفية تسلط الضوء على أهمية هذه المواقع التاريخية، مثل الدرعية القديمة وجدة التاريخية.

عناصر التراث غير المادية

لم تقتصر المشاركة على الجوانب المادية للثقافة السعودية، بل امتدت لتشمل العناصر غير المادية التي تمثل جزءاً أساسياً من الهوية الوطنية. وقد تم عرض نماذج من الحرف اليدوية التقليدية، مثل السدو والنقش على الخشب، بالإضافة إلى عروض للموسيقى والأزياء الشعبية.

أكدت وزارة الثقافة على أهمية الحفاظ على هذه العناصر التراثية ونقلها إلى الأجيال القادمة، مشيرة إلى أن هذه الحرف والتقاليد تمثل جزءاً لا يتجزأ من تاريخ المملكة وثقافتها.

أهداف المشاركة وتأثيرها المحتمل

تهدف مشاركة المملكة في معارض مثل “صُنع هنا” إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، بما في ذلك تعزيز الصورة الإيجابية للمملكة في الخارج، وجذب الاستثمارات في القطاع الثقافي، وتشجيع السياحة الثقافية.

بالإضافة إلى ذلك، تسعى الوزارة إلى بناء شراكات ثقافية مع الدول الأخرى، وتبادل الخبرات والمعرفة في مختلف المجالات الثقافية. وتعد كوستاريكا، بكونها دولة ذات ثقافة غنية وتاريخ عريق، شريكاً مهماً للمملكة في هذا المجال.

وقد أشاد مسؤولون كوستاريكيون بالمشاركة السعودية في المعرض، مثمنين جهود المملكة في تعزيز التبادل الثقافي بين البلدين. وأكدوا على أن هذه المشاركة ساهمت في زيادة الوعي بالثقافة السعودية لدى الجمهور الكوستاريكي.

دور وزارة الثقافة في الترويج للتراث

تولي وزارة الثقافة السعودية اهتماماً كبيراً بالترويج للتراث الوطني في مختلف المحافل الدولية. وقد أطلقت الوزارة العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى الحفاظ على التراث الثقافي وتعزيزه.

من بين هذه المبادرات، برنامج “جذور الفن”، الذي يهدف إلى دعم الفنانين والحرفيين السعوديين وتشجيعهم على الإبداع والابتكار. كما أطلقت الوزارة برنامج “المواقع الثقافية”، الذي يهدف إلى تطوير المواقع الثقافية في المملكة وتحويلها إلى وجهات سياحية جاذبة.

وتعمل الوزارة أيضاً على تنظيم المعارض والمهرجانات الثقافية في مختلف أنحاء العالم، بهدف تعريف الجمهور العالمي بالثقافة السعودية الغنية والمتنوعة. وتشمل هذه الفعاليات عروضاً للموسيقى والرقص والفنون التشكيلية، بالإضافة إلى معارض للحرف اليدوية التقليدية والمأكولات الشعبية.

وتعتبر السياحة الثقافية من أهم الروافد الاقتصادية في العديد من الدول، وتسعى المملكة إلى تطوير هذا القطاع وجعله مصدراً رئيسياً للدخل القومي. وتشير التقديرات إلى أن السياحة الثقافية يمكن أن تساهم بنسبة كبيرة في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة في السنوات القادمة.

في سياق متصل، تشهد العلاقات الثنائية بين المملكة وكوستاريكا تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، بما في ذلك الثقافة والاقتصاد والتجارة. وتحرص القيادة في البلدين على تعزيز هذه العلاقات وتوسيع آفاق التعاون المشترك.

من المتوقع أن تعلن وزارة الثقافة عن خطط مستقبلية للمشاركة في معارض وفعاليات ثقافية أخرى في مختلف أنحاء العالم خلال الأشهر القادمة. وستركز هذه المشاركات على إبراز **الثقافة السعودية** وتعزيز التبادل الثقافي مع الدول الأخرى. كما ستواصل الوزارة جهودها في الحفاظ على التراث الوطني وتعزيزه، وتطوير القطاع الثقافي في المملكة.

تبقى متابعة تأثير هذه المشاركات على السياحة الثقافية والاستثمارات في القطاع الثقافي أمراً هاماً، بالإضافة إلى تقييم مدى نجاحها في تحقيق أهدافها الاستراتيجية على المدى الطويل. وستعتمد الخطوات المستقبلية للوزارة على نتائج هذه التقييمات.

شاركها.