طالبت النيابة العامة الهولندية، يوم الجمعة، بإدانة أب مسلم وولديه بالسجن لمدة تصل إلى 25 عامًا بتهمة قتل ابنتهما الشابة، ريان النجار، غرقًا. وتُتهم العائلة بتنفيذ هذه الجريمة البشعة بسبب اعتقادهم بأن سلوك ريان، الذي وصفوه بأنه “غربي”، يجلب العار على الأسرة. هذه القضية المروعة أثارت جدلاً واسعاً حول العنف الأسري والقيم الثقافية في هولندا.

عُثر على جثة ريان النجار، وهي من أصل سوري، غارقة في بحيرة بالقرب من بلدة خوري في شمال هولندا في 28 مايو 2024، بعد ستة أيام من اختفائها. وقد ألقت السلطات القبض على والدها وشقيقيها، اللذين يبلغان من العمر 22 و 24 عامًا على التوالي، ووجهت إليهم تهم القتل. وتشير التحقيقات إلى أن الجريمة قد ارتكبت في 22 مايو.

جريمة شنعاء بسبب “السلوك الغربي” لريان النجار

وفقًا للنيابة العامة، اعتبر المتهمون ريان عبئًا يجب التخلص منه، وذلك لمجرد أنها كانت شابة تسعى لعيش حياتها وفقًا لرغباتها. ويزعمون أن والدها و إخوتها أقدموا على قتلها بعد أن شعروا بالإحراج الشديد بسبب ما اعتبروه “سلوكًا غربيًا” لها، بما في ذلك رفضها ارتداء الحجاب في الأماكن العامة.

يُقال إن السبب المباشر وراء تصاعد الأحداث كان فيديو بثته ريان على تطبيق تيك توك وهي تظهر بدون حجاب و تضع المكياج. و قد اعتبرت الأسرة هذا الفيديو بمثابة إهانة كبيرة لتقاليدها وقيمها، وفقًا لمنشوراتهم على وسائل التواصل الاجتماعي. هذا الحادث أدى إلى إشعال غضبهم و دفعهم إلى البحث عنها.

تفاصيل الجريمة وفقًا للتحقيقات

تشير الأدلة إلى أن إخوتي ريان التقيا بها في مدينة روتردام وأقنعاها بالذهاب معهما إلى مكان بعيد في الليلة التي سبقت مقتلها. و هناك، انضم إليهما والدهما، حيث قُتلت ريان. و يبدو أن المكان كان معزولاً تمامًا بحيث لا يمكن سماع صرخاتها من قبل أي شخص.

و قد كشفت التحقيقات عن وجود علامات خنق وغرق، بالإضافة إلى استخدام حوالي 60 قدمًا من الشريط اللاصق لتقييد حركتها قبل إلقائها في الماء وهي لا تزال على قيد الحياة. و أظهر فحص الحمض النووي عثور المحققين على آثار من حمض نووي لوالدها، خالد النجار، تحت أظافرها، مما يشير إلى أنه كان حاضرًا أثناء ارتكاب الجريمة.

وصف الادعاء العام خالد النجار بأنه “هرب إلى سوريا فورًا بعد القتل وترك أبنائه يتحملون اللوم. هذا تصرف جبان.” وأضافوا أن خالد النجار قد دمر عائلته بأكملها.

و تشير التقارير إلى أن السلطات الهولندية قد تواجه صعوبات في تسليم خالد النجار إلى هولندا، حيث تزوج من امرأة في سوريا بعد وفاة ابنته. هذا الزواج قد يعقد عمليات التسليم القانونية.

تعتبر قضية ريان النجار بمثابة تذكير مؤلم بالعنف الذي يمكن أن يحدث في إطار العنف الأسري و الصراعات الثقافية. وتسلط الضوء على أهمية حماية حقوق المرأة و تعزيز قيم التسامح والاندماج في المجتمع الهولندي.

النيابة العامة طالبت بسجن الأب لمدة 25 عامًا، وكل من الابنين لمدة 20 عامًا. و من المتوقع أن تصدر المحكمة حكمها النهائي في الخامس من يناير القادم. من غير الواضح حتى الآن ما إذا كانت المحكمة ستوافق على المطالب بالسجن الصادرة عن النيابة العامة، أو ما إذا كانت ستظهر ظروف مخففة في القضية. ستراقب وسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية هذه القضية عن كثب لمعرفة مسار العدالة في هذه الجريمة المروعة.

كلمات مفتاحية ذات صلة: العنف الأسري، هولندا، القتل، حقوق المرأة، الجريمة.

شاركها.