في خطوة تُعدّ مرحلة مفصلية نحو إنهاء واحدة من أطول الصراعات في الشرق الأوسط، أعلنت البعثة الأمريكية لدى الأمم المتحدة، أن واشنطن ماضية في طرح مشروع قرار أمام مجلس الأمن الدولي من شأنه أن يؤسس لـ«عقود من الاستقرار» في قطاع غزة، متعهدة «بإنهاء عقود من إراقة الدماء» وجعل رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للشرق الأوسط «حقيقة وواقعاً».

وبحسب مسودة القرار التي اطلعت عليها وكالات الأنباء، تطالب الولايات المتحدة بمنح تفويض أممي لتشكيل قوة استقرار دولية مؤقتة تعمل في غزة لمدة عامين، تُخوّلها اتخاذ «كلّ التدابير الضرورية» لحفظ الأمن، وضمان إيصال المساعدات الإنسانية، والإشراف على تدريب قوة شرطية فلسطينية جديدة، تمهيداً لإنهاء سيطرة حركة «حماس» وتدمير بنيتها العسكرية، وفق ما نقلته رويترز.

كما يتضمن النص إنشاء «مجلس سلام مؤقت» لإدارة شؤون القطاع خلال المرحلة الانتقالية، إلى جانب تعاون ثلاثي بين القوة الدولية ومصر وإسرائيل، لضمان تأمين الحدود وتسهيل تدفق المساعدات الإنسانية، بحسب ما أوردته العربية.

 ويشدد القرار على «استمرار كامل للمساعدات الإنسانية» و«الإفراج عن جميع الرهائن»، تمهيداً لتهيئة أجواء تعزز الأمن والازدهار في غزة.

وترى واشنطن أن المشروع الجديد يشكل «فرصة نادرة» لإعادة إعمار القطاع، ولبدء مرحلة من الاستقرار الدائم تحت قيادة دولية واضحة، في إطار ما تصفه إدارة ترمب بـ«رؤية الشرق الأوسط المزدهر».

 ويرى محللون أن الخطة، إذا ما طُبقت فعلياً، قد تفضي إلى انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية، وتأسيس إدارة فلسطينية جديدة، وعودة الحياة المدنية تدريجياً إلى القطاع، بحسب تحليل معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى.

غير أن المشروع الأمريكي يواجه تحديات كبيرة داخل أروقة مجلس الأمن، إذ تطالب عدة دول عربية وأعضاء بالمجلس بأن تكون القوة الدولية تحت إشراف الأمم المتحدة بشكل مباشر، لا أن تدار بغطاء أمريكي منفرد. 

كما لا تزال قضية نزع سلاح «حماس» مثار خلاف بين الأطراف المعنية، ما يجعل التنفيذ رهناً بتوافق سياسي أوسع قبل طرح القرار للتصويت.

وبينما تتحدث واشنطن بثقة عن بداية «حقبة جديدة في غزة»، يرى مراقبون أن نجاح المشروع سيتوقف على مدى قدرة المجتمع الدولي على توحيد مواقفه، وضمان حياد القوة المنتظرة، وتحقيق توازن دقيق بين الأمن والإغاثة والسيادة الفلسطينية.

وبذلك، يبدو أن الولايات المتحدة تسعى لتحويل رؤيتها إلى واقع ملموس، فإما أن تفتح هذه المبادرة باب سلام جديد في الشرق الأوسط، أو تُضاف إلى سلسلة المبادرات التي اصطدمت بواقع السياسة والدماء.

شاركها.