أمر الرئيس دونالد ترامب بشن ضربات جوية في شمال غرب نيجيريا ليلة عيد الميلاد، استهدفت عناصر من تنظيم داعش الإرهابي اتُهموا بقتل المسيحيين. وتأتي هذه العملية في إطار تحذيرات سابقة من الرئيس ترامب بشأن استمرار العنف ضد المسيحيين في نيجيريا، مع الإشارة إلى احتمال المزيد من الهجمات إذا لم تتوقف هذه الممارسات. وتعتبر هذه الخطوة تصعيدًا كبيرًا في الرد الأمريكي على العنف ضد المسيحيين في نيجيريا.
تصعيد أمريكي ضد داعش في نيجيريا
أكدت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) تنفيذ الضربات بالتنسيق مع السلطات النيجيرية في ولاية سوكوتو. ووفقًا لبيان صادر عن أفريكوم، استهدفت الضربات مواقع لعناصر تنظيم داعش المتورطة في عمليات قتل واستهداف المدنيين المسيحيين. وقد وصف الرئيس ترامب العملية بأنها “ضربة قوية ومدمرة” وأشار إلى أن وزارة الحرب نفذت “ضربات مثالية” لا يمكن لأي دولة أخرى القيام بها.
جاءت هذه الضربات بعد فترة من التوتر المتزايد بشأن تزايد الهجمات ضد المسيحيين في نيجيريا. وقد أعرب الرئيس ترامب في الشهر الماضي عن غضبه من الوضع في نيجيريا، واصفًا إياه بأنه “عار” وهدد باتخاذ إجراءات قد لا ترضي الحكومة النيجيرية.
ردود الفعل على الضربات
أشاد العديد من المسؤولين الأمريكيين بالضربات، حيث وصف السناتور توم كوتون العملية بأنها “خطوة مباركة” ضد “المتطرفين الوحشيين” الذين يستهدفون المسيحيين. كما أشاد السفير الأمريكي السابق لدى الأمم المتحدة مايك والتز بالضربات، معربًا عن دعمه للمسيحيين في نيجيريا وحول العالم.
بالتوازي مع الضربات الجوية، أعلنت إدارة ترامب عن سياسة جديدة لتقييد إصدار التأشيرات للأفراد المتهمين بالتورط في العنف الديني في نيجيريا. وأوضح وزير الخارجية ماركو روبيو أن هذه السياسة، بموجب قانون الهجرة والجنسية، تسمح لوزارة الخارجية برفض إصدار التأشيرات لأي شخص “وجه أو أذن أو دعم بشكل كبير أو شارك أو نفذ انتهاكات للحرية الدينية”.
وقد سبقت هذه الإجراءات موجة من الهجمات على المسيحيين والمؤسسات المسيحية في نيجيريا. ففي الشهر الماضي، هاجم مسلحون كنيسة الرسالة المقدسة في إيروكو بولاية كوارا، مما أسفر عن مقتل شخصين واختطاف العشرات. وفي وقت لاحق، اقتحم مهاجمون مسلحون مدرسة سانت ماري في ولاية النيجر، واختطفوا أكثر من 300 طالب وموظف.
تداعيات محتملة وسياسة التأشيرات الجديدة
أدت هذه الأحداث إلى تصنيف الرئيس ترامب لنيجيريا كـ “دولة ذات اهتمام خاص” فيما يتعلق بالحرية الدينية، وهو التصنيف الذي ترفضه الحكومة النيجيرية. وتأتي هذه الخطوة في سياق جهود متزايدة من قبل الإدارة الأمريكية لمكافحة الإرهاب الديني وحماية الأقليات الدينية في جميع أنحاء العالم.
تعتبر سياسة التأشيرات الجديدة جزءًا من استراتيجية أوسع نطاقًا تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن العنف الديني. ومع ذلك، يثير هذا الإجراء تساؤلات حول تأثيره على العلاقات الدبلوماسية مع نيجيريا واحتمالية ردود فعل من الحكومة النيجيرية.
من المرجح أن تستمر الولايات المتحدة في مراقبة الوضع في نيجيريا عن كثب، وقد تتخذ المزيد من الإجراءات إذا استمر العنف ضد المسيحيين. وتشمل الخطوات المحتملة فرض عقوبات اقتصادية إضافية أو تقديم دعم عسكري مباشر أكبر للحكومة النيجيرية.
في الوقت الحالي، من غير الواضح كيف ستؤثر هذه الضربات الجوية وسياسة التأشيرات الجديدة على الوضع الأمني والسياسي في نيجيريا. ومع ذلك، من الواضح أن الولايات المتحدة تولي اهتمامًا متزايدًا بالعنف الديني في البلاد وتعتزم اتخاذ إجراءات لحماية المسيحيين وغيرهم من الأقليات الدينية.
من المتوقع أن تصدر وزارة الحرب الأمريكية تقريرًا مفصلًا عن نتائج الضربات الجوية في الأيام القادمة. كما ستراقب وزارة الخارجية عن كثب تنفيذ سياسة التأشيرات الجديدة وتقييم تأثيرها على العلاقات مع نيجيريا.






