أكد الممثل التجاري الأمريكي جميسون غرير أن الصين تلتزم حتى الآن بشروط الاتفاقيات التجارية الثنائية مع الولايات المتحدة، على الرغم من المراقبة المستمرة من قبل واشنطن. يأتي هذا التصريح في ظل تقييم مستمر لالتزام بكين بشراء السلع الأمريكية، بما في ذلك فول الصويا، كجزء من اتفاق تجاري أوسع يهدف إلى استقرار العلاقات الاقتصادية بين البلدين. ويعد هذا الموضوع من أهم القضايا المطروحة في الاتفاق التجاري الصيني الأمريكي.
وقال غرير في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز، إن التعهدات التي قطعتها الصين محددة للغاية، مما يسهل عملية المراقبة. وأضاف أن الصين أنجزت حوالي ثلث التزامها بشراء فول الصويا لهذا الموسم الزراعي، مشيراً إلى أن الأسعار ارتفعت بنسبة 12 إلى 15 بالمئة منذ التوصل إلى الاتفاق. ومع ذلك، تشير تقارير إلى تباطؤ في وتيرة المشتريات الصينية مؤخراً.
مستقبل الاتفاق التجاري الصيني الأمريكي: التزام الصين ومخاوف أمريكية
تم التوصل إلى اتفاق تجاري أولي بين الولايات المتحدة والصين في أواخر عام 2019، بهدف تخفيف التوترات التجارية المستمرة بين أكبر اقتصادين في العالم. تضمن الاتفاق التزامات من جانب الصين لزيادة مشتريات السلع والخدمات الأمريكية، بما في ذلك المنتجات الزراعية، مقابل تخفيف الولايات المتحدة للرسوم الجمركية على البضائع الصينية. وقد تم تمديد هذا الاتفاق عدة مرات منذ ذلك الحين.
عقد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت وغرير محادثات فيديو مع نائب رئيس الوزراء الصيني خه ليفينغ يوم الجمعة لمناقشة التقدم المحرز في تنفيذ الاتفاق. وذكرت وكالة أنباء شينخوا الصينية أن المحادثات كانت “معمقة وبناءة”، وتعهدا خلالها بالحفاظ على علاقات تجارية مستقرة ومعالجة المخاوف المتبادلة.
مشتريات فول الصويا والقطاعات الأخرى
على الرغم من تأكيدات غرير بالالتزام العام، إلا أن بعض جوانب الاتفاق لا تزال قيد التنفيذ. بالإضافة إلى فول الصويا، تشمل هذه الجوانب بيع تطبيق تيك توك، وزيادة التراخيص لتصدير المعادن الأرضية النادرة من الصين. وتشير بعض التقارير إلى أن مشتريات فول الصويا توقفت بعد فترة من النشاط في أواخر أكتوبر، مما أثار تساؤلات حول الالتزام الكامل بالاتفاق.
وفي سياق منفصل، أعرب غرير عن حاجة الولايات المتحدة إلى توخي الحذر بشأن منح الشركات الصينية، مثل إنفيديا، إمكانية الوصول إلى رقائق الذكاء الاصطناعي المتقدمة. وأكد على أن الأمن القومي يجب أن يكون له الأولوية القصوى، مشيراً إلى أن إدارة ترمب قد تفرض قيوداً على بعض أنواع الرقائق. هذا الموضوع يتعلق بشكل وثيق بـ الاستثمار الأجنبي المباشر في قطاع التكنولوجيا.
تأثير الاتفاق على الأسواق
أدى الاتفاق التجاري إلى تقلبات في أسعار السلع الزراعية، وخاصة فول الصويا. ارتفعت الأسعار بعد التوصل إلى الاتفاق، لكنها تراجعت في بعض الأحيان بسبب الشكوك حول التنفيذ الكامل. كما أثر الاتفاق على أسواق العملات والأسهم العالمية. وتعتبر العلاقات التجارية الدولية عنصراً حاسماً في النمو الاقتصادي العالمي.
من المتوقع أن تعلن إدارة ترمب عن خطة دعم للمزارعين هذا الأسبوع، وفقاً لتصريحات وزيرة الزراعة الأمريكية بروك رولينز. تهدف هذه الخطة إلى تعويض المزارعين عن الخسائر التي تكبدوها بسبب الحرب التجارية مع الصين. ويأتي ذلك في وقت تتزايد فيه المخاوف بشأن التباطؤ الاقتصادي العالمي وتأثيره على القطاع الزراعي.
في الختام، على الرغم من التأكيدات الأمريكية بأن الصين تلتزم بالاتفاقيات التجارية الحالية، إلا أن هناك مراقبة مستمرة وتقييمًا للالتزام الكامل، خاصة فيما يتعلق بمشتريات فول الصويا والوصول إلى التكنولوجيا المتقدمة. الخطوة التالية الحاسمة ستكون تقييم التنفيذ الفعلي لخطة دعم المزارعين الأمريكية، بالإضافة إلى مراقبة تطورات السياسة التجارية لكلا البلدين. يجب متابعة أي تغييرات في الرسوم الجمركية أو القيود التجارية المحتملة وتقييم تأثيرها على الأسواق العالمية.






