ارتفعت واردات الصين من السلع الأساسية على نطاق واسع في أغسطس الماضي، مع استعداد المشترين لزيادة النشاط الصناعي التي عادة ما ترافق نهاية فصل الصيف.

زادت واردات النفط الخام وخام الحديد والنحاس وفول الصويا على أساس سنوي، في حين ظهرت مؤشرات على تعافي واردات الوقود المستخدم لتوليد الكهرباء، بحسب ما أظهرته بيانات الجمارك اليوم الإثنين.

رغم ذلك، تظل الخلفية العامة المحيطة بالطلب الصيني على المواد الخام هشة، إذ تشير البيانات الأحدث إلى تحديات كبيرة تتراوح بين فائض الطاقة الإنتاجية والانكماش، وصولاً إلى مناوشات مع الشركاء التجاريين، وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية. تباطأت مؤشرات الاقتصاد على نطاق واسع في يوليو، فيما بقي النشاط الصناعي في حالة انكماش خلال أغسطس. رد صانعو السياسات بالإشارة إلى عزمهم كبح المنافسة المفرطة في قطاعات رئيسية مثل تكرير النفط وصناعة الصلب.

واردات النفط والحديد

بلغت واردات النفط الخام 49.5 مليون طن، أي أعلى قليلاً مقارنة بالعام الماضي. وكانت الصين قد عززت مخزون النفط العام الجاري للاستفادة من الأسعار الدولية المنخفضة. واستقبلت المصافي، بعد انتهاء موسم الصيانة، مزيداً من الشحنات في أغسطس، رغم استمرار الغموض الشديد حول آفاق أسواق الوقود بسبب التحول المتواصل نحو الكهرباء في أنشطة الاقتصاد الصيني.

اقرأ المزيد: الأنظار على مشتريات الصين من النفط وسط توقعات فائض المعروض

عادت واردات خام الحديد لتتجاوز 105 ملايين طن للمرة الثانية فقط هذا العام. وتراجع إنتاج الصلب في الصين خلال الأشهر الأخيرة، وجاء أحدث تراجع بهدف ضمان أجواء صافية خلال العرض العسكري الذي أُقيم الأسبوع الماضي في بكين، وهو ما أسهم في رفع الأسعار وهوامش الربح.

قد انعكس ذلك في تحسن أرباح المصانع ودعم مشترياتها من المواد الخام. لكن في حال نجحت الحكومة في فرض تخفيضات مستدامة في الإنتاج، فإن ذلك سيؤدي في نهاية المطاف إلى تراجع الطلب على خام الحديد وتقويض الأسعار والواردات.

طفرة النحاس

ارتفعت واردات مُركزات النحاس إلى 2.76 مليون طن، وهو ثاني أعلى مستوى على الإطلاق، مدفوعة بزيادة الشحنات الآتية من إندونيسيا. زاد طلب الصين على النحاس بفعل توسع مصاهرها من جهة، والطلب المرتبط بأنشطة الاقتصاد الأخضر على المعدن من جهة أخرى. في المقابل، تراجعت شحنات النحاس غير المشغول ومنتجاته إلى أدنى مستوى في 6 أشهر عند 425 ألف طن، لكنها بقيت أعلى قليلاً من مستويات العام الماضي.

اقرأ أيضاً: سعر النحاس يستقر بعد تعزز توقعات خفض الفائدة الأميركية

وصلت شحنات الفحم إلى أعلى مستوياتها العام الجاري، لكنها ما زالت أدنى من مستويات 2024. وتأثرت الواردات ببلوغ الإنتاج المحلي مستويات قياسية وضعف الطلب الصناعي والانتشار السريع لمصادر الطاقة المتجددة. أثرت عوامل مشابهة على واردات الغاز الطبيعي، رغم بلوغها أيضاً في أغسطس الماضي أعلى مستوى في 11 شهراً.

ارتفعت الواردات الزراعية بقوة، حيث بلغت واردات فول الصويا أعلى مستوى في 3 أشهر، مع استمرار المطاحن في التخزين من الإمدادات البرازيلية للتحوط من تراجع المشتريات من الولايات المتحدة الأميركية. كما صعدت واردات الزيوت النباتية لأعلى مستوياتها منذ يناير 2024، فيما ظلت واردات اللحوم أعلى من 500 ألف طن للشهر السادس على التوالي.

شاركها.